شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رحم الله الرجال الأحرار – نزار الحرباوي

رحم الله الرجال الأحرار – نزار الحرباوي
في ظل هذه الحملة المسعورة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، واستباحتها للأرض والإنسان والمقدرات...

في ظل هذه الحملة المسعورة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، واستباحتها للأرض والإنسان والمقدرات والمقدسات، تذكرت بعض خواطر الرجولة لرجال نقشت أسماؤهم بحروف من نور في ذاكرة فلسطين وذاكرة أجيالها.

والذكرى ملحة أكثر في ظل استبسال شريحة من أبناء الشعب الفلسطيني اليوم تذود عن الحمى، وتقارع جبروت المحتل وغطرسته في ظل صمت مكون أساس من مكونات الشعب الفلسطيني، ألا وهو حركة فتح.

سياسياً قد تكون السلطة الفلسطينية "كمشروع" قد وأدت شعلة الإنطلاقة، وخبا نور عيلبون في ظلال مشروع التسوية ، ولكني لا زلت أذكر الشهيد المغدور ياسر عرفات، الذي اجتمعت به شخصيا عدة مرات كيف كان يرى الأمور وكيف كانت دبلوماسيته لا تطغى على عقلانيته، وكيف كان فهمه للواقع العربي محركا له للعب أدوار في السر والعلن، ليقود في ظل خيارات متعددة لا في ظل خيار واحد ثبت موته وفشله.

السفينة كارين إيه لم تكن تحمل ألعاب أطفال، وحركة فتح وكتائب شهداء الأقصى لم تكن مزحة سياسية، ووجود نخبة من رجال المقاومة الأحرار في كادر الرئيس المغدور كانت لها دلالاتها، لا سيما إذا تعقدت الأمور السياسية، فبها كانت تفتح مسارات جديدة وخطوط سياسية جديدة، وهذا هو الفهم للعمل السياسي في ظل الواقع الفلسطيني المعقد.

اليوم تشن الحرب على فلسطين، وتضرب غزة برا وبحرا وجوا، ولا نسمع في ميدان المعركة صوت الرجال الأحرار الذين سمع ببطولاتهم الشعب الفلسطيني، صوت مروان زلوم " أبو سجى" رحمه الله، وصوت ثابت ثابت، وأبو جندل ، وفرسان الليل ، وصقور الفتح، وقوات العاصفة، رحمهم الله جميعا، لا نسمع مطلقا إلا صوت الخور والهزيمة والتنديد والخطابات الخاسرة المفرغة من مضامينها.

كمثقف فلسطيني، وكإعلامي فلسطيني، كيف يمكن لي أن أفهم الأمر؟ لأن الأمر اختلط فعلياً، هل ماتت فتح؟ أم صودرت كوادرها وهجنت؟ أم تم تدجينها في أجهزة السلطة وباعت السلاح بالراتب الشهري؟

الطفل الفلسطيني الذي شاهده العالم على شاشات التلفزة يقول: نحن لا نريد أي قائد، نحن سنقود فلسطين، ربما هو الترجمة الفعلية للواقع الحالي في فلسطين، فماذا سنقول لطفل قتل الاحتلال والديه وقمعت أجهزة السلطة مسيرات التضامن معه؟

هل سيقبل هذا الطفل بتبريرات الساسة والجمل الإنشائية والبلاغية؟
أنا لا أقول ذلك تجنيا على حركة فتح وتاريخها الذي يعرفه العالم، بل أقوله اليوم لأجلها ولأجل أن يبقى لها رصيد في الشارع الفلسطيني في واقع بات الشارع الفلسطيني العادي يربط اسم فتح بصورة رجل الشرطة الذي يضرب النساء المتضامنات مع غزة، أو صورة الشرطي المدجج بالسلاح يقف على مفارق الطرق لجباية الضرائب من الشعب الفلسطيني فإذا حصل اجتياح للضفة أخفى السلاح وابتعد.

لماذا يستهدف هذا الفصيل أو ذاك ولا يستهدف فصيل آخر؟ لماذا؟
المسألة جد خطيرة، وهي ترتبط بمستقبل الحالة الفلسطينية برمتها، وميلاد فهم جديد للعمل السياسي الفلسطيني في الصف الفتحاوي الناضج أمر لازم وعاجل.

السؤال الذي أتعرض له كثيرا كإعلامي؛ أين ذهبت الأموال التي تتبرع بها الشعوب العربية والإسلامية؟ لماذا تدعم الضفة بالملايين ولا يخشاها العدو ويجتاحها صباحا ومساء، وتحاصر غزة وتحارب لسنوات طويلة ولا يجرؤ العدو على دخول تخومها؟

الحقيقة، الإجابة صعبة ومعقدة، وبسيطة وساذجة في الوقت عينه، فبقاء الحال على هذه الشاكلة يعني وصول جواب بسيط ومباشر لعقل كل إنسان فلسطيني وعربي ومسلم وغربي على حد سواء، جواب رغم بساطته قد ينسف تاريخا تعمد بالدم الطهور على مدار عقود.

المصدر: رصد



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023