رغم الحصار الاقتصادي المفروض علي النظام السوري تسعي الأنظمة العربية لإنقاذه من السقوط، وهو ما لا يرتبط بأن كان النظام سني أو شيعي، ورغم دعم الأنظمة الشيعية في المنطقة مثل إيران والعراق لنظام بشار الأسد، إلا أن الجديد هو دعم مصر لنظام الأسد بسوريا في الوقت الذي تغلق فيه المعابر علي أهالي غزة المحاصرين تحت القذف.
وقرر الاتحاد الأوروبي إضافة شركة النفط المصرية Tri Oceans، ومقرها منطقة المعادي بالقاهرة، إلى قائمة الشركات المُعاقبة والتي أقرها الاتحاد.
الاتحاد الأوروبي اتهم الشركة بتقديم "الدعم للنظام السوري والاستفادة من النظام ماليًا من خلال تنظيم شحنات سرية من النفط للنظام؛ وهذا يعني أن كل أصول الشركة في الاتحاد الأوروبي سيتم تجميدها.
وقد أُضيفت أيضًا شركة مقرها بيروت واسمها شركة Oceans Petroleum Trading، وتُعرف باسم “شركة عبر البحار للبترول” إلى القائمة قبل يومين لنفس التهم، كما أُضيف ثلاثة أشخاص وسبعة كيانات لجرائم متنوعة
في شهر ديسمبر الماضي، أفادت وكالة رويترز أن سوريا كانت تتلقى النفط الخام من العراق عبر الموانئ المصرية.
وذكر مصدر ملاحي في الشرق الأوسط أن سوريا استوردت ما يصل إلى 17 مليون برميل من الخام بين فبراير وأكتوبر من العام الماضي، وأن نصفها تقريبًا جاء من إيران مباشرة والباقي من ميناء سيدي كرير في مصر، وتكشف الوثائق أن نصف الخام الوارد من مصر على الأقل عراقي.
فقد أظهرت وثائق سرية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد تلقى واردات كبيرة من النفط الخام العراقي من ميناء مصري في الأشهر التسعة الماضية ضمن تجارة سرية تسمح باستمرار التوريدات لجيشه بالرغم من العقوبات الغربية.
وفرضت القوى الغربية عقوبات على نظام الأسد لدوره في القمع الدموي للحراك الشعبي الذي تطور إلى حرب أهلية استمرت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وهو ما أجبر دمشق على الاعتماد على إمدادات النفط القادمة من إيران حليفها الاستراتيجي التي تخضع هي نفسها لعقوبات غربية بسبب برنامجها النووي.
وتُظهِر الوثائق أن شركة عبر البحار للتجارة البترولية ومقرها بيروت قدمت فاتورتين لسوريا مقابل ترتيب شحنتين على الأقل وشاركت في ثالثة بينما تولت شركة تراي أوشن للطاقة ومقرها القاهرة تحميل شحنة واحدة على الأقل.
كما تُظهِر الوثائق أن شركة تراي اوشن للطاقة – التي سبق أن لعبت دور الوسيط في صفقات لشركة عبر البحار للتجارة البترولية – قامت بتحميل شحنة واحدة على الأقل من الخام العراقي على ناقلة إيرانية تم تسليمها إلى سوريا بمعرفة الشركة اللبنانية في نهاية مايو من العام الماضي، وتقول الوثائق: إن الخام وصل إلى سوريا على متن الناقلة الإيرانية كلوف في 26 مايو 2013.
وبعد خروج النفط من العراق يجري عادة نقله إلى سيدي كرير من خلال خط أنابيب سوميد الذي يمتد من البحر الأحمر إلى الميناء الواقع غربي الإسكندرية ثم يجري تحميله هناك على السفن الإيرانية المتجهة إلى سوريا.