شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

غزة.. والدبلوماسية المصرية

غزة.. والدبلوماسية المصرية
  جاءت حرب غزة كاشفة لمساوئ الدبلوماسية المصرية،  وفاضحة لعورات الخارجية المصرية،  ومؤكدة لعبث السياسة...
 
جاءت حرب غزة كاشفة لمساوئ الدبلوماسية المصرية،  وفاضحة لعورات الخارجية المصرية،  ومؤكدة لعبث السياسة الخارجية للقاهرة، ليست هذه هى المرة الأولى التى نرى فيها التخبط وعدم الوضوح للدبلوماسيين المصريين، فمنذ انقلاب 7/3 والكوارث تلاحقهم .
 
بدأوها بالاستعانة بشركة أمريكية يُدفع لها مئات الآلاف من الدولارات شهريا لتسويق الانقلاب فى الأوساط الدولية، مروراً بتصريحات وزير خارجية الانقلاب بأن علاقة مصر بأمريكا هى حالة زواج دائم و ليست نزوة وقتية  .
 
وانتهت حتى الآن بالتعنت والإضرارعلى لعب دور فى حرب غزة لم تكن مصر ترغب فى أن تلعبه فى يوم من الايام .
 
إن ما حدث من قادة السياسة الخارجية المصرية بشأن غزة فى بدء الأمر كان الصمت سيد الموقف، إلى أن تعالت النداءات الدولية وبإلحاح شديد من "بان كى مون" بضرورة التحرك لوقف نزيف الدم فى غزة، إلى أن انتهت بإطلاق مبادرة يقال عنها أنها مصرية .
 
بينما يشاع فى الأوساط الاعلامية بأنها خرجت من دهاليز الخارجية الاسرائيلية، مصر اطلقت المبادرة بالتشاور مع إسرائيل، بينما أهملت الطرف الآخر ألا وهو المقاومة الفلسطينية والممثل لها كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهم، واكتفت بإطلاعهم عليها عن طريق الاعلام ، ورأت القاهرة أن من الأفضل الحصول على موافقة أبو مازن من تلك المبادرة علما بأن أبو مازن لا يملك من الامر شيئا .
 
عابت مصر على المقاومة لرفضها المبادرة التى لم تطلع عليها، و قالت إن المقاومة تريد أن تضع مصر فى موضع حرج، بينما ما حدث كان العكس فالقاهرة تشاورت مع اسرائيل و حصلت على موافقتها  .
 
ثم أعلنت القاهرة المبادرة اعلاميا دون الرجوع إلى أصحاب القضية والممثلون للطرف الآخر، و بذلك انتقلت مصر من دور الوسيط بين الأطراف المختلفة إلى دور الحليف  والممثل لمتطلبات طرف كان ولا يزال العدو الأول والدائم للشعب المصرى .
 
من المسلمات أن للوسيط وظيفته هو الوصول إلى تفاهمات مشتركة بين الاطراف المختلفة، ولكن أن ترفض الخارجية المصرية الجلوس مع المقاومة أو الاستماع لمطالبها، بل يصل الأمر إلى إعلان القاهرة بأنه لا تعديل فى نقاط المبادرة، فهذا يزيد النأكيد بأن مصر تلعب دورا غير دور الوسيط .
 
فى المقابل إبان حرب 2012 فى عهد الرئيس مرسى كانت السياسة الخارجية للقاهرة واضحة و ثابتة، ألا وهى الوقوف مع الشعب الفلسطينى وتقديم كآفة انواع الدعم له – زيارة رئيس الوزراء آنذاك لغزة ، وإطلاق قوافل إغاثية ، فتح معبر رفح بشكل دائم – ، واطلاق مبادرة مصرية خالصة توافق عليها الطرفان ، وأكدت هذه المبادرة حينئذ بأن مصر تمتلك زمام السياسة الخارجية فى الشرق الأوسط و أن دورها يصعب على الآخرين القيام به .
 
يجب على الدبلوماسية المصرية الآن ان تكون لها رؤية واسعة الأفق، تتماشى مع أبجديات الوطنية المصرية وبديهات القومية العربية وأساسيات الأمة الإسلامية ، بأن تسعى الى دعم مطالب المقاومة، والوقوف صفاً واحداً خلفها، وفتح كآفة وسائل الاتصال لها  ودعمها بشتى الطرق، والسعى الدائم لحصول المقاومة على أكبر قدر من المكاسب التى تحقق الحرية و الكرامة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطينى .
 
 ولو استمرت فى موقفها الحالى فإن التاريخ سوف يسجل بحروف من عار هذا الذل والانكسار إتجاه أهم القضايا ألا و هى القضية الفلسطينية .


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023