شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عاصم عليوة يكتب: غزة بعيون الأحرار

عاصم عليوة يكتب: غزة بعيون الأحرار
"غزة رمز العزة" هذا كان شعار الأحرار في حرب 2008 على قطاع غزة، أما اليوم ونحن أمام حرب تاريخية أصبحت غزة رمز...
"غزة رمز العزة" هذا كان شعار الأحرار في حرب 2008 على قطاع غزة، أما اليوم ونحن أمام حرب تاريخية أصبحت غزة رمز الصمود رمز الثبات رمز الإبداع و المفاجآت والانجازات، هذه غزة التي تكره أن يتغلب عليها اليأس أو البأس فكانت لهما بالمرصاد، هذه غزة هائم يا عالم الأحرار انظروا إليها وتعلموا منها كيف تذيق المحتل كأس العلقم، هذه الحرب التي تخوضها غزة بمفردها أمام أعتى وأقوى جيوش العالم لا ينتهى يوم إلا ويكون لغزة اليد العليا ، لا تغرب الشمس إلا وتكتب المقاومة إنجازا لها لا يأتي الغد إلا وتعلن القسام عن مفاجأة لها، هذه الانجازات والمفاجآت تسجل وتكتب في التاريخ، ولا تنتظر حتى انتهاء الحرب، فإنجازات غزة ومفاجآت المقاومة الفلسطينية تتحدث عن نفسها.
 
 
أولى هذه المفاجئات والإنجازات هي عظم القدرة العسكرية للمقاومة، فقد أظهرت المقاومة لأول مرة بأن لها فرق كوماندز تستطيع أن تصل إلى حيث تريد وترجع إلى حيث كانت، كما ظهر أيضا التطور في صواريخ المقاومة، فقديما كان أقصى مدى للصواريخ أن يضرب المدن المتاضمة لقطاع غزة، أما اليوم فحدث ولا حرج عن صواريخ تضرب العمق الإسرائيلي فضلا عن فشل القبة الحديدية التصدي لهذه الصواريخ، ناهيك عن عدم معرفة أماكن منصات الصواريخ، وقد اتضح ذلك عندما أعلنت كتائب القسام أنها ستضرب تل ابيب في تمام التاسعة مساءا، فأرسلت إسرائيل طائرتها لكي تدمر منصات الصواريخ، ولكنها لم تفلح ونفذت المقاومة قرارها بضرب تل أبيب في الموعد المحدد، ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل امتد لأن تعلن المقاومة بأن مهندسيها استطاعوا صناعة طائرات بدون طيار، وقد استخدمت المقاومة هذه الطائرات في عمليات استطلاع إحداها فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية.
 
 
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتد إلى الحرب الاستخباراتية والمعلوماتية، وأثبتت المقاومة أن جهازها الاستخباراتي أقوى من الموساد، فحتى هذه اللحظة كل الأهداف التي ضربتها تل أبيب هي مواقع مدنية خالصة، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا القصف أغلبهم مدنيين معظمهم من النساء والأطفال، بينما المقاومة استطاعت أن تضرب مواقع حيوية في إسرائيل على رأسها مفاعل ديمونة ومطار بن جودين وغير ذلك من الأهداف التي أعلنتها المقاومة، كما استطاعت المقاومة أيضا وقف تجنيد عملاء جدد لإسرائيل بل أنهت على من ظل عميلا لهذا الكيان، وهذه ضربة موجعة للاحتلال فهو يدخل معركة لا يعرف قوة منافسه ولا يعلم حجمه، ولذا سيكون الفشل حليف الاحتلال، التفوق لم يكن عسكريا ومعلوماتيا فحسب بل تطرق إلى حرب تكنولوجيا المعلومات واختراق المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية، واستخدام شبكات الاتصال لإرسال رسائل تحذير إلى إسرائيليين، وقد أفادت تقارير بحثية بأن هناك مليون هجمة يوميا على المواقع الإليكترونية التابعة للكيان الصهيوني.
 
 
لعل من أبرز ما ظهر في هذه الحرب هو تأكيد المقاومة على استقلاليتها وأن لها أجندتها التي تحتوى على أن المحتل إلى زوال، وأن المقاومة لا تعمل إلا من أجل الشعب الفلسطيني فحسب، فهذه أول حرب تخوضها المقاومة دون دعم عربي وإقليمي، فقد تخلت عنها الدول الداعمة لها فالقاهرة حولت بوصلتها من الدعم والمساندة في عهد مرسي إلى الحصار والوساطة لتحقيق أمن إسرائيل في عهد الانقلاب، واتضح ذلك من خلال المبادرة المصرية؛ حيث رفضت سلطات الانقلاب فتح معبر رفح بشكل دائم، إلا في ضوء استقرار الحالة الأمنية وفى ظل مداولات دولية تكون إسرائيل طرفا فيها، كما لم تحتوى المبادرة على أي نقاط بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة، ولذلك رفضت المقاومة هذه المبادرة، لأنها لا ترقى مع أهداف المقاومة، وبذلك أكدت المقاومة للعالم أجمع أنها ثابتة وراسخة وواضحة الأهداف ولا تعمل إلا من أجل القضية الفلسطينية فقط.
 
 
هذه الإنجازات و المفاجآت لا يراها إلا الأحرار، أما من يعيشون ويعشقون حياة العبيد فلم ولن يروا أي إنجاز، لأنهم ببساطة يقبلون الخنوع والانكسار، و يقبلون أن يكونوا تبعا لأمريكا التي تعلن دعمها للمحتل، ولنعلنها بكل صراحة فليصمت الجبناء وليخرس الخونة وليسكت الضعفاء وليصمت العبيد فهذا زمن الأحرار.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023