الأشعل: تونس هى الثورة الوحيدة الناجحة لكونها غير محورية
رفعت أحمد: سوريا شبه ثورة وثورة اليمن تم اغتيالها
اللاوندى: الثورات العربية نجحت ولكن المؤامرة موجودة
"الشعب يريد إسقاط النظام" كان وما زال الشعار والهدف المشترك الذى رفعته جميع الثورات العربية، من تونس ومصر ومرورًا بليبيا واليمن حتى الوصول لسوريا، التى اتفقت فى مطالبها واختلفت فى مساراتها فهناك من مضى مكمل المسيرة فى خطوات متتابعة ومنجزة وآخر يسير ببطء وتوجس وثالث متعثر بين أنظمة داخلية قمعية وتحالفات اقليمية ودولية لا تعطى اى اعتبارت لحقوق الإنسان وما يهمها هو الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية.
الآن وقد مر عام على اندلاع الثورات العربية, فهل نجحت تلك الثورات أم اكتفت بكونها معبرة عن انتفاضة شعبية ازاء انظمة استبدادية؟ وما طبيعة دور الدول ذات المصالح وتأثيره على المسار الثورى؟ وهل كانت داعما حقيقىا للديمقراطية أم داعما زائفا يخفى وراءه مصالحها؟
)موقع رصد) استطلع آراء المواطنين وآراء الخبراء.
بداية يقول الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول جاهدة أن تستغل انتفاضة الشعوب العربية لصالحها فهى تتدخل فى كل الثورات وبطرق مختلفه لضمان تعاون الأنظمة الجديدة معها على غرار الأنظمة السابقة، فبعد أن أدركت أن النظام السورى سيسقط أخذت تظهر وقوفها إلى جوار الشعب السورى؛ وذلك لكسب ود الشعب السورى؛ وبالتالى النظام الجديد الذى سوف يختاره هذا الشعب لضمان أمن إسرائيل من جهة الحدود السورية.
أما بالنسبة للثورة الليبية فيرى الأشعل أن الشعب الليبى لم يكن فى خصومة مع نظامه ولو لم تقم الثورة المصرية ما تحرك الشعب الليبى لاسقاطه، وأن تدخل قوات حلف الناتو كان من أجل النفط لا من أجل الحرية والديمقراطية كما يروجون، كما أن دعمهم للثوار بالسلاح لمحاربة القذافى لم يكن للقضاء عليه بل لخلق فتن داخلية بين القبائل وبعضها بعد القضاء على القذافى؛ مما يصب فى النهاية لصالح إسرائيل.
ويشير إلى أن الثورة اليمنية هى الأخرى تواجه عوائق عديدة، بعد تولى عبد ربه، منها الصراع القبلى وتمرد الحوثيين ورغبة الجنوب فى الانفصال مما يهدد وحدة الشعب اليمنى، ويقلل من فرصة بناء نظام ديمقراطى سليم.
ويؤكد أن الثورة التونسية هى الثورة الوحيدة التى من الممكن أن نقول عليها إنها نجحت؛ وذلك لأن تونس ليست على الحدود مع إسرائيل وليست دولة محورية تمتلك موارد نفطية أو سياحية.
ويرى الأشعل أن الثورة المصرية أمامها الكثير للقضاء على النظام السابق وبناء نظام ديمقراطى سليم، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى قد عطل هذا البناء حيث لم يقم بالتطهير واكتفى بدور المحايد مما أدى لتبجح فلول النظام وقياداته على الثورة بل وأصبح صوتهم أعلى ممن صنعوا وشاركوا فيها.
ويقول الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية : " إن هناك ثورات حقيقية تمت كالتى حدثت فى مصر وتونس وهناك شبه ثورات وآخرها ما يحدث فى سوريا وما حدث فى ليبيا، كما أنه يتفق مع ما قاله الأشعل بأن دعم الولايات المتحدة لثورة ليبيا لم يكن إلا من أجل مخزون النفط الذى تمتلكه.
ويضيف "أما بالنسبة لسوريا فالولايات المتحدة أصبحت تدعم الشعب السورى حتى تضعف محور ايران – حزب الله مما يصب فى مصلحة إسرائيل". مشيرا إلى أن مخطط الشرق الأوسط الجديد ما زال قائما , فأمريكا تحاول أن تطوع الثورات العربية لصالحها فهى لا تريد ديمقراطية حقيقية فى المنطقة.
ويشير إلى أن الثورة اليمنية قد تم اغتيالها بانتخابات هزيلة وما حدث هناك هو عملية تجميل تشبه عملية التجميل التى اجريت لعلى عبد الله صالح.
ويطالب رفعت بضرورة الوقوف فى وجهة الولايات المتحدة ومنعها من "ركوب الثورة" موضحا أن أمريكا تريد حكومة مصرية تخضع لإرادتها مما يعيد انتاج النظام القديم.
يقول الدكتور سعيد اللاوندى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية : "إن البعض يرى فى الثورات العربية أنها "سايكس بيكو جديدة" وهذا بسبب ما كان يروج له فى السنوات الأخيرة مما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، مشيرا إلى أن هناك بالفعل محاولات لاستغلال الثورات العربية لتنفيذ مخططات الدول الغربية وإسرائيل.
ويحذر اللاوندى من الاستسلام لنظرية المؤامرة لأن المؤامرة موجودة ولكن ليس معنى ذلك أنها سوف تنجح، حيث إن الشعوب العربية قد ثارت على حكامها لأنهم قد ملوا منهم ومن ديمقراطيتهم المزيفة والتى يحكم فيها الرئيس أكثر من 30 عاما كما حدث فى اليمن وليبيا ومصر لذلك سعت تلك الشعوب لتغيير المعادلة، وانتقلت من موقع المتفرج إلى الحدث حيث صنع القرار وتحقيق الارادة الشعبية.
وبذلك فهو يرى أن الثورات العربية قد نجحت حين جعلت الرئيس لن يجلس فى الحكم مدى الحياة كما كان فى السابق ولن يستطيع أن يظلم أو يسرق كما كان من قبل وأصبح هناك حديث عن وضع دستور جديد يعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية، مشيرا إلى أن وجود الوعى هو الذى سيحافظ على مكتسبات الثورة.
وحول رأى الشارع المصرى فقد اختلفت الآراء حول تقييم الثورات وتأثير دور الدول الخارجية على المسار الثورى.
فتقول سمية عماد – طالبة: "إن هناك فى مصر إعادة انتاج للنظام القديم مع بعض "البهارات الإسلامية" اما فى بقية الدول ففى ليبيا توجد أشخاص عبارة عن نسخ مصغرة من القذافى تقصى أصحاب الرؤى المحترمة. وفى اليمن فقد ماتت الثورة اليمنية على يد أمريكا وبعض الدول الخليجية وهذا ما يحاولون أن يفعلوه فى سوريا، ولكن الوضع يختلف فى تونس حيث حققت بعض النتائج مثل إعادة هيكلة جهاز الشرطة والانفتاح فى الحريات العامة والحفاظ على حقوق المرأة.
وعلى العكس تقول منى فضل – طبيبة: إنه هناك العديد من المحاولات التى تمت لإفشال الثورات العربية خاصة الثورة المصرية إلا أن هذا لم يفلح حيث فاجأت الملايين المصرية التى نزلت للشارع جميع دول العالم وبهتاف الجيش والشعب إيد واحدة، وتؤكد إلى أنه لو تم تسليم السلطة فى مصرلرئيس مدنى منتخب مع الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية وقوتها ورجوعها الى ثكناتها ستتخطى مصر مرحلة الخطر؛ وبالتالى لن يكون هناك خوف على بقية دول المنطقة.
ويقول حمزة سليمان – صيدلى: إن الثورات العربية هى ثورات إسلامية وليست "سايكس بيكو" كما يروج البعض ولكن ذلك لا ينفى أن امريكا وإسرائيل يريدوننا دولا عربية مقمسة ومفتتة وهو ما يجب أن نمنعه.
ومن اليمن فيرى جمال المليكى أن الثورة اليمنية انجزت جزءا من أهدافها وهو إزاحة صالح، وهى فى طريقها لإسقاط نظامه بالكامل، ولا تعد الثورة اليمنية منتهية حتى نقيم نجاحها.
أما ياسر الحلاق.. إعلامى سورى معارض، فيرى أن التدخل الأجنبى الموجود منذ سنوات اتى فى صالح الثورات وأنه حالة ايجابية فى ظل تعنت الانظمة الاجرامية، حيث ان الثورى السورية تٌخسر إسرائيل جبهة استقرارها ولكن إسرائيل وامريكا سيسعيان فى المستقبل على ان تكون الجبهة السورية تتوافق مع مصالحها خاصة بعد نجاح الثورة، ولكن من يستطيع هدم نظام الاسد يستطيع ان يقهر اية قوة خارجية اخري.
وبعد استطلاع الآراء يمكننا أن نلخص إلى وجود تضارب فى الآراء حول مدى نجاح تلك الثورات التى لم تنتهِ بعد، ولكن الواضح أن الدور الخارجى كان له تأثير كبير على تلك الثورات، وأن الدول الغربية المنادية بالديمقراطية كانت بعيدة كل البعد عن المساهمة فى بناء الديمقراطية وقت المطالبة بها، بل كانت مصالحها أولى.