حذر كل من مدير عمليات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية "أوتشا"، "جون غينغ"، ومدير حالات الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، "وتيد شيبان"، في مؤتمر صحفي مشترك عقد في نيويورك، اليوم الأربعاء، من تداعيات استمرار الأوضاع الإنسانية الحالية في كل من اليمن والصومال داعين المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في كل من البلدين، والعمل على منع انتقال الفوضى إلى البلدان المجاورة".
وعقب زيارة قاما بها إلى الصومال واليمن الأسبوع الماضي، قالا إن "الأحوال الإنسانية في اليمن تتجه لتكون الأسوأ في العالم، إن لم تكن الأسوأ بالفعل".
وتابع "غينغ" قائلًا: "أكثر من نصف سكان اليمن، أي 14.7 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 4.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي"، موضحًا أن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي لا يعني أنهم يواجهون، أو أنهم مقبلون على مجاعة، فانعدام الأمن الغذائي يعني من الناحية الإنسانية أنه "ليس بمقدور هؤلاء الأشخاص سوى تدبير وجبة طعام واحدة يوميًا".
وتابع المسؤول الأممي، قائلًا: "لقد أدى انعدام الأمن الغذائي واستمرار الصراع وحالة عدم الاستقرار، وغياب الخدمات الأساسية إلي تحويل اليمن إلي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم".
وأكّد أنّ اليمن أيضًا "على حافة الانهيار الاقتصادي، وليس أمامها سوى تنفيذ برنامج طويل المدى للإصلاح المالي، وضخ استثمارات كبيرة في قطاع الزراعة، وتوفير الخدمات الأساسية وإلا فالبديل سيكون تفاقمًا حادًا للأزمة وزيادة حالة عدم الاستقرار التي ستمتد حتمًا إلى بقية بلدان المنطقة".
ومتابعةً للوضع الإنساني في الصومال، قال المسؤول الأممي إن "هذه الدولة تواجه أزمة علي نطاق واسع متمثلة في انعدام الأمن الغذائي خلال النصف الثاني من العام الحالي".
وأضاف "غينغ" أن عدد المشردين داخل الصومال بلغ أكثر من مليون شخص، إضافة إلي ما يقرب من 900 ألف آخرين في حاجة عاجلة إلى مساعدات غذائية.
كما حذر من أن "الفشل في مواجهة الاحتياجات الإنسانية للصوماليين من شأنه أن يؤدي ليس فحسب إلى أزمة إنسانية أخرى، ولكن أيضًا إلى تقويض مكاسب السلام وبناء الدولة التي جرت في العامين الماضيين، كما يهدد طاقة الأمل الصغيرة بأن تخرج الصومال من حالة الدولة الفاشلة".
وحسب "رويترز" قال مدير حالات الطوارئ في "يونيسيف"، "تيد شيبان"، تعليقًا على حال "الصومال"، أنّه "أصبح اليوم في مفترق طرق، حيث يعاني 50 ألف طفل من سوء تغذية حاد، والعديد منهم معرض لخطر الوفاة في غضون أسابيع، ولا يحصلون على العلاج الذي يحتاجونه".
وأضاف قائلًا: "لدينا طاقة أمل صغيرة، ولكنها حاسمة، علينا أن نفعل ما هو مطلوب منا لمنع تكرار مجاعة 2011، وسد احتياجات أكثر من مليون من المشردين داخليًا، وتقديم مساعدات غذائية عاجلة ومنقذة للحياة لنحو 875 ألف آخرين".
وناشد المسؤولان الأمميان، في المؤتمر الصحفي، جميع البلدان والمؤسسات المانحة الإسراع بتنفيذ التزاماتها المالية لتمويل الأنشطة الإنسانية لوكالات الأمم المتحدة العاملة في الصومال واليمن.
وشهد الصومال في عام 2011 أسوأ موجة جفاف مرت به منذ ستين عامًا، وبات أكثر من نصف سكان البلاد عرضة لخطر المجاعة، فيما لقي عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبتهم العظمى من الأطفال، مصرعهم نتيجة الجوع والجفاف.