شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«تعذيب وقتل وانتهاكات جنسية».. شهادات مرعبة من سجون الحكومة العراقية

نشرت هيومن رايتس ووتش اليوم تقريراً مفصلاً حول جرائم حقوق الإنسان في السجون العراقية خاصة في السجون التي أسست أثناء طرد تنظيم الدولة من المناطق السنية التي سيطروا عليها خاصة الموصل.

وروى معتقلَيْن سابقَيْن قدموا تفاصيل عن سوء المعاملة والتعذيب والقتل في مراكز تديرها وزارة الداخلية العراقية في منطقة الموصل.

وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “هذه الشهادات الأخيرة لا تعكس المعاملة الوحشية لمحتجزي وزارة الداخلية في منطقة الموصل فحسب، بل أيضا عدم إحقاق العدالة من قبل السلطات الأمنية والقضائية عند وجود دليل على التعذيب. تقاعس الحكومة عن التحقيق في التعذيب والوفيات في الاحتجاز هو ضوء أخضر لقوات الأمن لممارسة التعذيب دون أي عواقب”.

 

والد تسلم نجله جثة بعد يومين اعتقال فقط:

قال سلام عبيد عبد الله إن عناصر شرطة الموصل ألقوا القبض على نجله داوود سلام عبيد، وهو عامل، في 22 مارس قائلين إنهم يأخذونه لاستجوابه.

وأُخبر عبد الله بعد يومين أن ابنه قد توفي بسبب نوبة قلبية أثناء التحقيق. لكن عندما حصلت العائلة على الجثة بعد شهر، ظهرت عليها كدمات وجروح.

 

محمود شاهداً على التعذيب وقتل المعتقلين:

وكشف محمود وهو شاب كان محتجزاً لدى “مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب” (الاستخبارات) التابع لوزارة الداخلية في سجن شرقي الموصل من يناير إلى مايو 2018 أنه شاهد وتلقى تعذيبا متكررا أثناء الاستجواب، ورأى 9 رجال يموتون هناك، اثنين على الأقل من سوء المعاملة.

وأضاف محمود ،أنه احتُجز 4 أشهر، تعرض خلالها للتعذيب مرارا لأنه اشتُبه في انتمائه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية المعروف أيضا بـ “داعش”.

قال محمود إنه رأى زميلين له في الزنزانة يموتان من التعذيب الذي مارسته عليهما قوات الأمن خلال جلسات الاستجواب. كما ذكر بالتفصيل عددا من أساليب التعذيب التي استخدمها المحققون، بما في ذلك تعليقه من يديه المقيدتين خلف ظهره بتقنية تسمى” البزونة”6 مرات على الأقل، والضرب عدة مرات، بما في ذلك على أسفل قدميه، وهي تقنية تعرف دوليا باسم “الفلقة”.

منها على ظهره جراء ضربه بكابل معدني، وعلامات على قضيبه وخصيتيه، حيث أحرقه رجال الأمن بمسطرة معدنية ساخنة. قال إنه رأى أيضا رجال أمن يعذبون سجناء آخرين بما في ذلك بتعليقهم بخطافة وبربط زجاجة ماء بسعة لتر في أعضائهم الذكرية، ما يؤدي إلى الالتهاب. كما أطلع الباحثين على الأدوية التي وصفها له الطبيب عند إطلاق سراحه. قال إنه كان يفقد أظافره في وقت المقابلة بسبب نقص الكالسيوم.

روى محمود أنه رأى معتقلا واحدا على  الأقل في وضعية “العقرب” ومات 9 رجال في زنزانته، اثنان بعد عودتهما من الاستجواب، والبقية في الزنزانة.

قال إن أحدهم توفي بعد شهرين ونصف من احتجاز محمود. اعترف المعتقل “عمار” بعلاقته بتنظيم داعش وأعطى رجال الأمن أسماء 5 أبناء عم له قال إنهم من أنصار داعش، كما أخبر محمود في وقت لاحق. في اليوم التالي بدأ رجال الأمن باحتجاز أبناء العمومة.

وأضاف محمود:”الساعة 2 صباحا، سمعت صراخا قادما من الميدان، وكان أحد أبناء عمه يصر بالقول لرجال الأمن إنه لم يرتكب أي خطأ. بعد قليل، حمل رجال الأمن ابن العم إلى زنزانتنا وألقوا به على الأرض بجواري، وكان مغطى ببطانية مبللة. كان فاقد الوعي تماما. غيّرنا ملابسه، حتى يكون جافا. حاولنا إحياءه بالطعام والعصير، لكنه كان بالكاد يتحدث. ظل عمار بعيدا، كان خائفا من أن يضربه رجال الأمن إذا حاول مساعدته”.

 

الوفيات في السجون

قال محمود:”سمعت صراخا قادما من الميدان، وكان أحد أبناء عمه يصر بالقول لرجال الأمن إنه لم يرتكب أي خطأ. بعد قليل، حمل رجال الأمن ابن العم إلى زنزانتنا وألقوا به على الأرض بجواري، وكان مغطى ببطانية مبللة. كان فاقد الوعي تماما. غيّرنا ملابسه، حتى يكون جافا. حاولنا إحياءه بالطعام والعصير، لكنه كان بالكاد يتحدث”.

وأضاف محمود:”بعد بضع ساعات سمعته يهمس بأسماء زوجته وأطفاله، ثم صمت. كنت أنادي الحارس، وأصرخ أنه كان يموت، التقط ابن العم نفسا حادا ثم فارق الحياة. عندما أدركنا أنه توفي، قمنا بشيء جعلنا نشعر بأننا لم نعد بشرا، حيث جردناه من ملابسه وأخذناها، لأننا كنا جميعا بحاجة ماسة إلى الملابس”.

قال محمود، وهو آخذ في البكاء، إنه مع مرور اليوم، أصبح لجثة الرجل رائحة. أخيرا، فتح الحارس الزنزانة في المساء لأخذ معتقل آخر للاستجواب، وقال الضابط: “دعه يموت، الذي مات كلب. لا يهم إذا مات 10 أو 20 شخصا آخر، فهم دواعش ويستحقون الموت” ، وأمر رجل الأمن مجموعة من المعتقلين يحملون الجثة إلى الممر، وتركوها مغطاة ببطانية بالقرب من الحمام.

قال محمود إن رجلا ثانيا توفي في زنزانته خلال 4 أيام من وصوله إلى السجن.

 

“كريم”

وفي 10 يوليو، قابلت المنظمة “كريم”، الذي احتُجز 11 شهرا بعد اعتقاله في مايو 2017، أولا في سجن القيارة، وأثناء وجوده في القيارة، قال كريم إنه احتُجز في زنزانات مكتظة ومُنع من التحدث إلى معتقلين آخرين.

قال أنه رأى رجالا آخرين يعودون من الاستجواب وآثار التعذيب على أجسادهم.

وقال إنه رأى خلال تلك الفترة 5 رجال من زنزانته يغادرون للاستجواب ويعودون بعد 7 إلى 12 ساعة، وهم يبكون ولا يستطيعون تحريك أذرعهم أو أكتافهم. قال: “لم يستطيعوا تناول الطعام أو الشراب، كان علينا إطعامهم. بل كان علينا مساعدتهم على الذهاب إلى الحمام”. قالوا له إنهم كانوا معلقين في وضعية “البزونة”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023