شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الحديدة».. معركة صعبة تنتظر السعودية

ميناء الحديدة اليمني

يواجه التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تحديًا صعبًا للسيطرة على ميناء الحديدة البحري، بعدما انتزع السيطرة على مطار المدينة من مليشيا الحوثي؛ ليتمكّن من السيطرة على العاصمة ومعظم المناطق المأهولة في اليمن، وجلب «الحوثي» إلى طاولة المفاوضات.

ويعتبر ميناء الحديدة الرئيس الوحيد الذي يسيطر عليه الحوثيون، وهو شريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يتعرضون إلى خطر المجاعة، وتمرّ أكثر من 70% من الواردات اليمنية عبره. وقبل ستة أيام، قاد التحالف السعودي، المدعوم من الغرب، هجومًا على «الحديدة»؛ سعيًا لترجيح كفة الحرب لصالحه؛ وتخشى الأمم المتحدة أن يفاقم القتال الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات، وثمّة 8.4 ملايين نسمة على شفا المجاعة.

وتعهّدت السعودية والإمارات، قائدتا التحالف، بهجوم سريع للسيطرة على المينائين الجوي والبحري دون دخول وسط المدينة؛ لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية. لكن، إذا أخفقت الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق سياسي فسيكون أمام التحالف مساران مباشران إلى الميناء: الأول من المطار عبر أحياء سكنية، حيث ستقوض المعارك تفوقه الجوي، والآخر إنزال بحري سيجعل قواته عرضة لصواريخ الحوثيين وألغامهم.

قوات الحوثيين المسلحة في اليمن

وقال آدم بارون، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنّه «حتى الآن، وبعد تقييم المعركة على المطار؛ يبدو أنّ الحوثيين سيقاتلون حتى الرمق الأخير، ومن المرجح أن يسعى التحالف لتفادي المناطق الحضرية لأقصى حد ممكن؛ وربما يختار قطع الطرق لمحاصرة مقاتلي الحوثيين ومنعهم من إرسال إمدادات وتعزيزات».

وقال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف لـ«رويترز» إنّ «الخطة هي تأمين المطار ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء، وكذلك طريق حجة».

لكن، قبل الوصول إلى الطريق الرئيس المؤدي إلى صنعاء سيتعيّن على قوات التحالف أن تعبر وسط مناطق صناعية وسكنية لمسافة عشرة كيلومترات؛ وقد تتعرض لإطلاق نار من داخل المدينة ومن بلدات مجاورة يسيطر عليها الحوثيون.

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بعد السيطرة على المطار، إنّ خطة التحالف هي تضييق الخناق على الحوثيين؛ لكنه رفض مناقشة الحملات العسكرية.

وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب عام 2015 لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون من العاصمة. واستعادت قوات التحالف سريعا مدينة عدن الجنوبية وبلدات أصغر على الساحل لكن منذ ذلك الحين لم يحقق أي طرف تقدما يذكر في الحرب التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.

وكانت الخوخة على بعد 90 كيلومترا جنوبي الحديدة واحدة من المكاسب القليلة التي حققها التحالف في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام وهي الآن واحدة من مراكز الإمداد للقوات على الجبهات.

وأقامت الإمارات منشآت عسكرية كبيرة في الخوخة وفي المخا المجاورة تحرسها قوات يمنية وسودانية إلى جانب دبابات وبطاريات صواريخ باتريوت أرض جو.

وتقود الإمارات الهجوم على الحديدة بقوة قوامها 20 ألف جندي مؤلفة في معظمها من يمنيين جمعتهم من انفصاليين جنوبيين أو مقاتلين من سهول البحر الأحمر أو أنصار ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

وسيطرت هذه القوات على سلسلة من البلدات الساحلية الغربية لتشكل شريطا ضيقا من القواعد إلى الميناء. لكن الطريق كثيرا ما ينقطع بسبب هجمات الحوثيين.

وقال مصدر عسكري: «الحوثيون يقطعون الطريق إلى الحديدة لعزل قوات (التحالف) حول المطار. ثم تتدخل طائرات الهليكوبتر الأباتشي الإماراتية لفتح الطريق. لكن بمجرد رحيلها يعود الحوثيون. إنها لعبة القط والفأر التي لا تنتهي».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023