شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«فايننشيال تايمز»: الدور الأميركي في سوريا سيحدده الأكراد

مقاتلون روس في سوريا

أكدت صحيفة «فايننشيال تايمز»، أن الأكراد هم مفتاح الدور الأميركي في سوريا، موضحة في مقال لـ«روبرت إليس» المختص بشؤون الشرق الأوسط، أن وجود أميركا في سوريا مرهون حاليا بالأكراد ودورهم المستقبلي في حماية مصالحها وتنفيذ أجندتها، لكن هناك شكوك حول تلك النقطة، خاصة بعد تخلي واشنطن عن دعمها في إقامة دولة مستقلة ذات حكم ذاتي.

وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن وزير الخارجية التركي كان من المقرر أن يلتقي نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن اليوم، وبناء على هذا اللقاء سيتحدد الدور الأميركي المستقبلي في سوريا، خاصة وأن قضية الأكراد تتداخل بشكل خاص مع تركيا والتي تراهم إرهابيين ويهددون أمنها القومي. 

واستبعد الكاتب إمكانية نشوب أي عمل عسكري أمريكي للإطاحة بالأسد، خاصة بعد أن تمكن حلفاؤه من تعزيز موقعه وتحقيق النصر على المعارضة التي واجهته من 2011 وعلى إثرها نشبت حرب أهلية.

وأوضح الكاتب، أن بعد أن تم تعزيز نظام الأسد في سوريا، بدعم روسي وإيراني، لم يعد من الممكن شن أي حروب للإطاحة ببشار عسكريا، على سبيل المثال لن تتمكن أميركا مثالا من الاستعانة بتركيا من أجل تأمين تلك العملية، لا تركيا ولا غيرها، فأي عمل عسكري يهدد بدخول الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع الأطراف الداعمة للرئيس السوري.

لكن على كل، ووفقا للكاتب، أصبح لتركيا أجندتها الخاصة بها في الأراضي السورية، وهي أجندة مدعومة إلى حدٍ ما من الجانب الروسي، وتتمثل في القضاء على أي آمال وطموحات لدى الأكراد لإقامة دولة ذات حكم ذاتي.

وفي يناير، أعاد وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون تحديد سياسة الولايات المتحدة في سوريا، موضحا أن أميركا ستبقى حتى هزيمة داعش نهائيا، إلا أن الهدف الأساسي، بحسب الكاتب، هو مواجهة النفوذ الإيراني والحد منه.

وبعد ثلاثة أيام، من هجوم تركيا على عفرين واحتلالها، شمال غرب سوريا ، تغير الوضع، ففي أغسطس 2016، مع انطلاق عملية «درع الفرات» والتواطؤ الروسي، استطاعت تركيا احتلال المناطق بين عفرين ونهر الفرات، وهي آخر المناطق التي كان يسيرط عليها «تنظيم الدولة»، وحاليا تريد منبج التي يسيطر عليها الأكراد بمساعدة الأميركان.

ووفقا للصحيفة، كان الاتفاق الأصلي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج، إلا أن الوضع تغير الآن، بسبب الخلافات الأخيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، حيث التزمت الولايات المتحدة بسياسة مشروطة تقوم على دعم الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية، مقابل الأدوار الرئيسية التي يلعبها الكرد في مواجهة تنظيم الدولة وحماية المصالح الأميركية في سوريا، وهي سياسة تكاد تكون تأصلت بإعلان الولايات المتحدة نيتها للانسحاب وترك الأوضاع للجماعات المحلية لتولي أمرها.

ومن المقرر أن يلتقي خليفة تيلرسون «مايك بومبيو»، بوزير الخارجية التركي «ميفلوت كاشف أوغلو» في واشنطن اليوم، حيث ستكون قضية منبج هي محور المحادثات الرئيسية، وستحدد تلك المناقشات ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى في سوريا أم ستنسحب منها.

ويعد الوضع في سوريا معقدا للغاية، وتأتي تعقيدات الوضع من حقيقتين أساسيتين، أن واشنطن تدعم بقوة المقاتلين الأكراد في سوريا، وتحديدا وحدات حماية الشعب الذي تشكل عصب قوات سوريا الديمقراطية، والثاني أن أنقرة، شريكة واشنطن في حلف الناتو، تصف وحدات حماية الشعب بالإرهابية وترغب بطردها من شمال سوريا؛ نظرا لروابط هذه الوحدات بحزب العمال الكردستاني الذي تحاربه أنقرة بقوة. 

وإذا كان هذا الحزب مصنفا إرهابيا في القوائم الدولية، فالأمر لا ينسحب على وحدات حماية الشعب ولا على الحزب المرتبط بها رسميا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، حسب ما ذكر إسماعيل عزام المحلل في «دويتشه فيله».

https://www.ft.com/content/d27e8ee8-659c-11e8-a39d-4df188287fff



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023