شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محلل سياسي لـ«نيويورك بوست»: ترامب يرغب في الانسحاب من سوريا.. السياسة الأميركية عادت إلى مربعها الأول

ترامب

كانت لدى مايكل فيلين، المستشار السابق للأمن القومي لترامب، خطة تعتبر الأنسب للأوضاع في سوريا؛ تعتمد على محاولة الوصول إلى حلّ وسط بين رغبة ترامب في الانسحاب سريعًا وبين تحقيق الأهداف الأميركية، المتمثلة في القضاء على تنظيم الدولة ومنع النفوذ الإيراني والإطاحة بنظام بشار الأسد؛ لكنّ الإطاحة بمايكل وتعيين جون بولتون مكانه أفسد الأمور، وستتجه منطقة الشرق الأوسط نحو الهاوية.

هذا ما يتوقعه المحلل السياسي «جوش روجين» في تحليله بصحيفة «نيويورك بوست» وترجمته «شبكة رصد»، مضيفًا أنّه بعد أسبوع من الضربات الثلاثية الأميركية والفرنسية والبريطانية على سوريا عادت السياسة الأميركية إلى مربعها الأول؛ فلا يزال ترامب يرغب في الخروج من سوريا بأسرع ما يمكن، بينما يحاول مستشاروه إقناعه بأنّ الانسحاب الفوري سيكون بمثابة كارثة.

مشكلة الشرق الأوسط

وقال السيناتور ليندسي جراهام، الذي تحدث إلى ترامب ليلة الهجوم، إنّ استراتيجية الرئيس الأميركي كانت إسقاط بضع قنابل فقط ثم الرحيل عن سوريا؛ فترامب أكّد أنّ سوريا مشكلة الشرق الأوسط وليست مشكلة أميركا.

وأضاف السيناتور أنّ مخاطر الانسحاب الأميركي من سوريا شديدة وخطيرة؛ تتمثل في تثبيت إيران وروسيا هناك عسكريًا، كما سيعتقد شركاء أميركا وحلفاؤها أنها تخلت عنهم، وستتأثر مصداقيتها، وسيبحث الحلفاء الإقليميون عن قوة أخرى عظمى تحتويهم؛ ومن المحتمل أن يستمر الطاغية السوري بشار الأسد في ارتكاب إبادات جماعية بحق شعبه، ومن المحتمل أن يعود تنظيم الدولة إلى الساحة مجددًا.

وقال إدوارد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إنّ على ترامب الاقتناع بأنّ أميركا لديها فرصة واحدة لتجنب كارثة شاملة في سوريا؛ بالرغم من السبع سنوات الكارثية السابقة، سواء لسوريا وشعبها أو للسياسة الأميركية وغياب استراتيجية متماسكة.

وأضاف: لم يمكننا تخطي هذه المشكلات حتى الآن لتهدئة الأمور في سوريا، محذرًا من أنّ استمرارها والتراجع عن حلها سيضع المنطقة بأكملها على المحك.

خطة «فيلين»

تركّزت استراتيجية مايكل فيلين على الاتصال بالحكومة التركية والأكراد، مقترحًا إدراج روسيا ضمن التحالف الذي قصف بشار الأسد؛ ردًا على استخدام الهجوم الكيمياوي. لكنّ ما يعتقده مايكل خاطئ تمامًا، ولن يقبل التطبيق على أرض الواقع؛ خاصة وأنّ العلاقات والمصالحة بين الأطراف متشابكة ومتداخلة إلى حدٍ بعيد.

لكنّ ما يفضّله «مايكل» ويبدو مناسبًا للجميع، خاصة أميركا، هو البقاء في سوريا. ويدرك جيدًا مخاطر هذا القرار المتهور، حتى قبل تنصيبه، واستراتيجيته منفصلة وطالب بتنفيذها بسرعة، ووضعها وفقًا لأشخاص تعاموا معه في سوريا.

وقضت خطة مايكل بتوسيع المواجهة مع إيران في سوريا، مع مواصلة القضاء على تنظيم الدولة وجعله أولوية، بجانب تقليل المساعي الأميركية الرامية إلى الإطاحة ببشار الأسد، وإيجاد طريقة لتهدئة التوتر مع روسيا، وضرورة تركيز موارد أميركا وإنفاقها فيما يفيدها ويفيد مصالحها ومصالح حلفائها، بجانب تقسيم عبء سوريا على الحلفاء.

واعتقد فيلين أنّ أميركا عليها دعم السنة على الأرض، في شمال شرق سوريا وجنوبها؛ وسيلة لتحقيق الاستقرار هناك، ومنع إيران من الوصول لحدود حلفاء أميركا؛ وما ساعدها في ذلك التوتّر بين أميركا وروسيا، ويرى مايكل أنّه كان لا بد من تجنبه.

وكانت سوريا موضوعًا أساسيًا في محادثات فيلين أثناء وجوده في منصبه مع المسؤولين الروس، وهي المحادثات نفسها التي اعترف لبعد أنها كانت قائمة على أكاذيب تصب في صالح أميركا.

أما جون بولتون، خليفة فيلين ومستشار الأمن القومي الجديد، يحاول الوصول إلى حل وسط فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه سوريا والاستمرار في حماة مصالحها وبين رغبة ترامب في الخروج سريعًا من هناك. ويقال إنّ بولتون استدعى القادة العرب لإقناعهم بتقسيم العبء، سواء عبر إمداد هذه الدول بجنود أو أموال؛ لكنّ هذه الدول لن تشارك ما لم تؤمن بأنّ أميركا جادة في مساعيها.

ووفقًا لتقييم أصدره مجتمع الاستخبارات الأميركي، لم يعد التمرد السوري الذي اندلع قبل سبع سنوات قادرًا على الإطاحة ببشار ونظامه، أو التغلب على الموقف العسكري المتزايد للنظام؛ محذّرًا من أنّ تنظيم الدولة حاول الآن تجميع شتات نفسه وتنظيم صفوفه في سوريا، بينما تبني إيران قواعدها هناك؛ سواء عبر قوات إيرانية مباشرة أو عبر المليشيات التي تدعمها بالأموال والسلاح.

وحان الوقت الآن للاعتراف بأنّ المرحلة الرئيسة في الصراع السوري انتهت أو أوشكت على الانتهاء، ويجب على أميركا أن تستقر على استراتيجية محددة للمرحلة المقبلة، تحمي الأمن الأميركي وتخفف من الأضرار التي يدعمها ترامب وفريقه للأمن القومي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023