شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من سميرة موسى إلى فادي البطش.. هكذا يستهدف الاحتلال العقول قبل الأجساد

فادي البطش

أعاد اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، إلى الأذهان اغتيالات وقف وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي ركز في استهدافاته على مدى سنوات، العقول قبل الأجساد في عملياته، ليختار كل من يشكل تهديدا علميا وثقافيا على الاحتلال.

وعلى شاكلة اغتيال البطش، الذي استشهد فجر اليوم، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على أيدي مسلحين أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر، اغتال الموساد عدد من القيادات والعلماء اعتبروهم خطرا على الكيان الصهيوني.

اغتيال العقول

واعتبر سياسيون ونشطاء أن اغتيال البطش اليوم في صلاة الفجر، هو إعادة للتاريخ منذ أن الشيخ أحمد ياسين، وقت خروجه أيضا من صلاة الفجر، لما يمثله فردا مقعدا ذو عقلية جبارة على استمرار الاحتلال واستقرار مجتمعهم الذي انشؤه على أراض فلسطينية، واعتبروه رغم مرضه، العقل المدبر عن العمليات التي تستهدف قواتهم وأمنهم.

وقال الكاتب الصحفي حسام الدجني إن «اغتيال فادي البطش هو اغتيال للمعرفة الفلسطينية وللعلماء الفلسطينيين والعرب».

وأشار الدجني في منشور له على «فيس بوك» إلى «معادلة ضمان التفوق المعرفي لصالح إسرائيل أحد أهم أسرار بقائها وسيطرتها على المنطقة».

وتابع «وهو ما يدفعنا للقول: أن أولى خطوات التحرير تبدأ من إعادة الاعتبار للعقول وللانسان تبدأ من جودة التعليم ومعالجة الفقر في بعض التخصصات العلمية وانشاء حواضن للموهوبين لدعمهم وارشادهم….».

ومن جهته أوضح الدكتور صالح النعامي، كيف يمكن الرد على اغتيال العقول، الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني، عن طريق « تصميم المقاومة الفلسطينية على بناء قاعدة علمية وتكنلوجية».

وقال النعامي، «الرد على اغتيال الشهيد العالم فادي البطش يتمثل في تصميم المقاومة الفلسطينية على بناء قاعدة علمية وتكنلوجية لتوظيفها في تحسين أداء الفعل المقاوم وجعله أعمق تأثيرا وأكثر كلفة للمحتل وبدون بصمات يمكن الاستناد إليها في تبرير جباية ثمن من الفلسطينيين».

أبرز الاغتيالات 

وتعد حادثة اغتيال العالم الفلسطيني اليوم، حلقة في سلسلة طويلة من الاغتيالات، التي انتقى الموساد أفرادها بعناية شديدة، مثلوا شوكة في حلق الاحتلال، الذي أحد أبرز استراتيجيته في تعامله مع أعداءه هي القضاء على أي بذرة للتطور والعلم، قد تشكل في المستقبل تفوقا في إحدى المجالات على الاحتلال وتصبح ثغرة تصيبه في مقتل.

اغتيال المهندس محمد الزواري

اغتال الاحتلال الإسرائلي المهندس محمد الواري، 15 ديسمبر 2016 ، في تونس، وكان المشرف على الفريق الذي يطور الطائرات بدون طيار لصالح حركة حماس، وكان أحد أهم العلماء الذين ينتمون للحركة.

وقالت كتائب القسام في بيان أعقب الحادثة إن «الزواري هو أحد قادتها الذين أشرفوا على مشروع «طائرات الأبابيل»، وهي طائرة صغيرة من دون طيار أعلنت عنها «القسام»، خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014.

وبحسب وزارة الداخلية التونسية تم اغتيال الزواري، على يد مسلحين مجهولين، بمدينة صفاقس.

وكشفت حماس في وقت لاحق عن تقاصيل اغتياله،  وقال إن «3 مجموعات ساهمت في تنفيذ العملية، وأشرف عليها ضابط في الموساد يدعى يوهان. وأضاف: «المجموعة الأولى كانت مختصة بالتحضير اللوجستي، والثانية لجمع المعلومات، أما الثالثة فهي للتنفيذ».

وأوضحت أن منفذا الاغتيال المباشر، كانا يحملان جوازي سفر بوسني، وقتلاه بواسطة مسدس مزود بكاتم للصوت.

اغتيال محمد البزم

محمد البزم هو أسير محرر، عاش في السويد أخر 10 سنوات قبل اغتياله، في شقته، فيما تشير كافة الترجيحات إلى أن الموساد المسؤول عن استشهاد، وهو ما أكدته صحيفة «هآارتس» العبرية في تقرير لها عن الحادث.

وجد محمد مضرجا بدمائه داخل شقته في السويد بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر برصاصتين في الرأس والرقبة، في 19 أغسطس 2017.

ويعتبر والده أحد دعاة الجالية المسلمة في السويد، وابن عمه «إياد البزم» المتحدث باسم الداخلية الفلسطينية، فيما ربطت صحف عبرية، بين الحادث وعائلة الشاب البزم، وانتمائها السياسي «المتماثل مع حركة حماس»، كما تدعي.

وقالت هآرتس «ينضم اغتيال البزم إلى قائمة من عمليات الاغتيال التي تنسب إلى إسرائيل، ومن بينها محمد الزواري، مهندس الطائرات غير المأهولة، الذي قتل في كانون أول 2016 في تونس على أيدي مجهولين، أطلقوا النار عليه من مسافة قصيرة، وهو يجلس في سيارته، ونسبت صحف تونس في حينه العملية للموساد الإسرائيلي».

محمد البزم

مقتل لبنانيين على أيدي الموساد

وقتل هشام سليم مراد، في 28 فبراير الماضي، وهو طالب لبناني متخصص في الفيزياء النووية، بجامعة جوزيف فورييه الفرنسية، حيث مكان اغتياله.

وذكرت وقتها صحيفة «ledauphine» الفرنسية، أن «الشاب هشام مراد والذي يبلغ من العمر 22 عاماً قد توفي بعد سقوطه عن شرفة منزله في طابقه الثاني في مبنى بشارع “هنري لو شاتولييه” في مدينة غرونوبل الفرنسية».

واتهمت الساحة السياسية، الكيان الصهيوني، بأنه من وقف وراء هذه الجريمة، بسبب تفوقه العلمي في مجال الفيزياء النووية، خاصة أنها أتت بعد أيام من  اغتيال الشاب حسن علي خير الدين، والذي طعن داخل حرم جامعة هاليفاكس في كندا، ووصف بأنه عبقريا في مجاله، ونخصصه الاقتصاد العالمي.

وكان خير الدين يستهدف الكيان الصهيوني بدراسته وكتاباته، وعلمه، وكانت رسالة الماجستير الخاصة به تحت عنوان «التغلغل الصهيوني في الاقتصاد العالمي».

حسن علي خير الدين

 الكيميائية إيمان حسام الرزة

وجدت جثتها في غرفتها في  25 مارس 2018، وتعمل تعمل في مؤسسة مستشاره في الكيمياء، ومتطوعة بأخرى.

رفض والدها ما نشر حول انتحارها، مشيرا إلى محاولة ابتزاز من ضابط مخابرات إسرائيلي وقال إن «رجل مخابرات إسرائيلية قبل عام، قال لها: انت محرومة من دخول (اسرائيل لمدة 112 سنه) فأجابت وهل تعتقد ان بقائكم على ارضنا ابدي».

وأشار والدها إلى أنه «قبل شهرين وفي الاردن قال لها ضابط المخابرات، اعطيني رقم ابوك علشان نسمحلك بجواز السفر، فأجابت أنا مش مسؤولة عن ابوي شوف حدا تاني يعطيك اياه وما بديش جوازكم».

وكان الناشط الفلسطيني، أدهم أبو سلميية، أشار في تغريدة له اليوم عن حادثة قتلها ورصدها ضمن اغتيالات مسؤول عنها الموساد الإسرائيلي.

ايمان الرزة

مسعود محمدي

في 2010، استهدف الموساد، عالم إيراني متخصص في فيزياء الجسيمات وفي الفيزياء الرياضية، عن طريق ملاكم غيراني دربه الموساد اعترف بتنفيذ الاغتيال لحساب الجهاز  مقابل 120 ألف دولار.

اغتيل بانفجار استهدفه عندما كان خارجاً من منزله للذهاب إلى الجامعة في العاصمة طهران. اتهمت إيران، الولايات المتحدة وإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث

مسعود محمدي

5 علماء سوريين في الطاقة النووية

وفي ضربة كبيرة، ضد سوريا، قتل خمسة مهندسين في مجال الطاقة النووية في هجوم في أكتوبر 2014، استهدف حافلة كانت تقلهم في دمشق، وبينما اتهم النظام «جبهة النصرة»، إلا أن سياسيون اشاروا إلى أن أيادي الاحتلال الإسرائيلي هي من اغتالتهم نظرا لانها الجهة الوحيدة المستفيدة من ذلك، ولسوابقها التاريخية.

مجيد شهرياري وفريدون عباسي 

إيرانيين متخصصون في الطاقة النووية، قتلا في ذات اليوم، عام 2010، وكان شهرياري له دور أساسي في إدارة برنامج إيران النووي جنبا إلى جنب مع العالم الآخر فريدون عباسي

وذكرت التحقيقات أن دراج ملثم وضع قنبلة لاصقة على سيارته والتي انفجرت وأردته قتيلا، في 29 نوفمبر 2010. واتهمت السلطات الإيرانية الموساد بعملية اغتياله، ولكن لم يتم التوصل للدراجين.

 

تاريخ طويل من الاغتيالات

ولا تنتهي قائمة الاغتيالات عند أواخر السنوات، بل تمتد لعقود وعقود، استهدفت علماء أجلاء في كافة المجالات ومن كافة الجنسيات، منهم عالم الذرة المصري، يحيى المشد، وجمال حمدان، وسمير نجيب، سلوى حبيب، وسميرة موسى، رمال حسن العالم اللبناني، ونبيل فليفل العالم الفلسطيني، وإبراهيم الظاهر- عالم ذرة «عراقي»، وغيرهم…

وقال المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان في تصريحات للأناضول، إن «استهداف الموساد، للعلماء المسلمين يهدف لعدم تمكين بلدانهم من الحصول على القنبلة نووية أو تجاوز القدرات التكنولوجية لإسرائيل».

وأوضح أوزجان، إن «الإسرائيليين يعتبرون أدوات تطوير المسلمين للتكنولوجيا خطراً عليهم، ولا يريدون أي اختراق في هذا المجال يكسر تفوقهم، لذلك يستهدفون العلماء المصريين والعراقيين والإيرانيين والباكستانيين”.

وأضاف أوزجان، أن «سياسة اغتيال العقول المسلمة بالإضافة إلى تدمير المنشآت العلمية، سمح لإسرائيل باجتثاث البرنامج النووي العراقي في السبعينيات والثمانينيات، وأيضاً مشروع المدفع العملاق على سبيل المثال».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023