شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فشل جديد في مفاوضات سد النهضة.. وإعلام النظام: «بلّغ عن جارك المسرف في المياه»

من أعمال بناء سد النهضة

أعلن السودان ومصر رسميا، فشل المفاوضات من جديد بشأن سد النهضة وعدم التوصل إلى نتيجة بشأن منع تأثير السد السلبي على نصيب مصر من المياه.

وأكد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الجمعة، فشل التوصل إلى توافق بشأن قرار مشترك بين دول السودان وإثيوبيا ومصر حول «سد النهضة» الإثيوبي.

وقال «غندور»، عقب نهاية مباحثات الاجتماع الثلاثي لمصر وإثيوبيا والسودان، بمشاركة وزراء الخارجية والري ومديري المخابرات في الدول الثلاث: «جلسنا وناقشنا كثيرًا من القضايا، لكن في النهاية لم نستطع الوصول لتوافق للخروج بقرار مشترك».

وأضاف، بعد اجتماعات استمرت لأكثر من 13 ساعة، حتى صباح اليوم: «هذا هو حال القضايا الخلافية تحتاج لصبر وإرادة».

وتابع: «تركنا القضايا لوزراء الري والجهات الفنية، ومتى ما رأت أن نلتئم كسياسين وأجهزة مخابرات سنجتمع، ونحن نعمل بناء على توجيهات من رؤساء الدول الثلاث».

والأربعاء، وصل الخرطوم، وزيرا الخارجية سامح شكري، ونظيره الإثيوبي «ورقيني قيبيو»، للمشاركة بالاجتماع الثلاثي؛ بحضور وزراء الري ومديري المخابرات في البلدان الثلاث.

والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، تمسكها بضرورة إتمام الدراسات الفنية بـ«سد النهضة»، لضمان تجنب أية آثار سلبية محتملة عـلى دولتي المصب مصر والسودان.

سامح شكري: مهلة شهر

وقال سامح شكري، وزير الخارجية عقب انتهاء الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان الذي عقد أمس الخميس: «إنهم بحثوا كل الموضوعات المتعلقة بكل شفافية وكيفية تنفيذ التعليمات التي صدرت عن الزعماء الثلاثة فيما يتعلق بإيجاد وسيلة للخروج من التعثر الذي ينتاب المسار الفني في مفاوضات سد النهضة من خلال المشاورات الثلاثة لوزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات العامة».

وأضاف، في مؤتمر صحفي مقتضب لعدد من وسائل الإعلام المصرية بالخرطوم: «تناولنا كل القضايا التي ربما أدت إلى هذا التعثر وأيضًا الأطروحات المختلفة التي قد تقودنا إلى مسار وخارطة طريق للتعامل مع هذه القضايا والخروج ما ينتابه من هذا المسار».

وأوضح أن المفاوضات «لم تسفر عن مسار محدد ولم تؤت نتائج محددة يمكن الإعلان عنها».

وأعلن أن «هناك مهلة جديدة قد تم وضعها وهي 30 يوما من أجل إيجاد حل نهائي لتلك الأزمة، بدأت صباح يوم الأمس 5 أبريل، سوف تنتهي في يوم الخامس من شهر مايو المقبل».

ولم يتم تحديد موعد لجولة أخرى للتفاوض بين البلدان الثلاث، حول ترتيبات استكمال بناء «سد النهضة» وسعة تخزينه وعدد سنوات عملية ملء المياه، مع ضمان الحفاظ على مخزون مصر من المياه، وحق السودان في دعم مشروعاته الزراعية وغيره من المشروعات التنموية.

وزير الخارجية سامح شكري- أرشيفية

ملء الخزان:

يذكر أن أبرز نقاط الخلاف تقع في أمرين؛ فيما يتعلق بملء خزان السد في المراحل الأولى لتشغيله، والأمر الثاني في كيفية إدارة السد بين الدول الثلاث، ويشار إلى أن السودان وإثيوبيا، كان لهما ملاحظات حول التقرير الاستهلالي، الذي قدمته الشركات الفرنسية حول بعض الأمور الفنية للسد.

وبحثت الاجتماعات التفاهمات الخاصة بملء خزان سد النهضة، على أساس نسبة مياه الأمطار، على أن يختلف الملء كل عام بناءً على حال الأمطار، وهو ما يمثل حلا لأزمة المطلب الإثيوبي الخاص بالاتفاق على متوسط للملء السنوي، وهو ما كانت مصر ترفضه بشدة.

سد النهضة- صور التقطتها الأقمار الصناعية

واعتبر سفير مصر الأسبق في السودان، محمد الشاذلي، أن سبب فشل المفاوضات هو الخلاف على فترة ملء بحيرة سد النهضة؛ حيث ترغب مصر في زيادة المدة لأكثر فترة ممكنة، إلا أن الجانب الأثيوبي يريد الملء في أسرع وقت من أجل تشغيل سد النهضة وإنتاج الكهرباء منه.

وأوضح السفير محمد الشاذلي، لـ«24»، أن «مصر لديها مشكلة في الوقت والأولويات، خاصة مع ضرورة الانتهاء من التقرير الاستهلالي للسد، من أجل البدء في الدراسات الفنية، والتي ستأخذ 11 شهرا، وهو ما يتقاطع مع رغبة إثيوبيا في فترة الملء الأولى، التي من المفترض أن تبدأ بعد شهرين».

ويعتبر هذا الاجتماع الفني الأول، منذ إعلان القاهرة تجميد مفاوضات سد النهضة، في نوفمبر 2017، لرفضها تعديلات أديس أبابا والخرطوم، على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول أعمال ملء السد وتشغيله، التي تقرها مصر، دون تفاصيل عن فحواها.

ودخلت مصر وإثيوبيا والسودان في مفاوضات حول بناء السد، غير أنها تعثرت مرارًا جراء خلافات حول سعة تخزينه وعدد سنوات عملية ملء المياه.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب) مصدر المياه الرئيسي في البلاد.

وتقول أديس أبابا، إن السد سيحقق لها منافع عديدة، خاصة في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يضر بدولتي المصب، السودان ومصر.

بلغ عن جارك

ومع الفشل المستمر في وضع حل للأزمة، جهز جيش النظام أبواقه؛ لحث المصريين على «الترشيد في استهلاك المياه».

قال الإعلامي عمرو أديب، إن مصر تشهد فقرًا مائيًا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على كل نقطة مياه.

وأضاف أديب، خلال تقديم برنامج «كل يوم»، المُذاع عبر فضائية ON E: «بلغ عن جارك اللي بيضيع المياه، لإنه بيضيع المياه منك إنت كمان».

وتابع: «المياه المُستخدمة في غسيل السيارات هي مياه شرب ولهذا فإن الدولة تخسر كثيرًا لأنها تدعم المياه».

 

وكان لوزارة الأوقاف، دور في ذلك؛ فمنذ يناير المنصرم، حشدت وزارة الأوقاف منابرها الـ120 ألفا على مستوى الجمهورية، فى خطبة الجمعة، لدعوة المواطنين لترشيد استهلاك المياه، والتأكيد على «حرمة الاعتداء على النيل».

وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف: «لولي الأمر أن ينظم بالقانون طرق استخدام المياه للصالح العام، وينبغي الالتزام بما تصدره الدولة من تعليمات فى هذا الشأن، ولا يجوز الخروج عليها لا شرعا ولا قانونا».

وأعلنت وزارة الري، اعتزامها إقرار تشريعات جديدة وقوانين لإجبار المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، في ظل فشل المحاولات تفادي التأثير السلبي لسد النهضة الإثيوبي على حصتها بنهر النيل.

وأضاف «عبدالعاطي»، خلال مؤتمر «مصر تستطيع بأبناء النيل» بالأقصر، قبل شهر، أنه يجب وضع التشريعات والقوانين من أجل إجبار المواطنين على ترشيد الاستهلاك للمياه، موضحا أن هناك خطة قومية من أجل ترشيد المياه، لافتا إلى أن 70 مليار جنيه قيمة الاستثمارات في المياه.

وجاءت تلك التصريحات، عقب إعلان «إبراهيم محلب» أن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، مطالبا بالتوجه إلى تحلية مياه البحر خلال الفترة المقبلة.

وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد «النهضة» على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي للبلاد.

وتؤكد دراسات مصرية أنه حال نقص 5 مليارات متر مكعب من حصة مصر من مياه نهر النيل سيؤدي ذلك إلى تبوير مليون فدان على وجه التحديد.

فيما تقول أديس أبابا إنها بحاجة ماسة للسد، لتوليد الطاقة الكهربائية، وتؤكد أنه لن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.

وأثار فشل المفاوضات من جديد، سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر رواد «تويتر» عن استيائهم من فشل الدولة في العثور على حل للأزمة:

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023