شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا انتفض الإعلام ضد «شيرين» وتجاهل سد النهضة؟

شرين عبدالوهاب

انتفض النظام وأذرعة الإعلامية ضد الفنانة شيرين عبدالوهاب، بسبب تصريحاتها في أحد حفلاتها الغنائية، عندما طلب منها أحد الجمهور غناء أغنية «مشربتش من نيلها» فردت عليه   «هيجيلك بلهارسيا ؛ إشربي مية إيفيان أحسن».

وأثارت الحملة ضد الفنانة شيرين التساؤلات حول أسباب  هذا الهجوم الكبير، خاصة أنه يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه مصر عن فشلها في مفاوضات سد النهضة مع أثيوبيا.

السيسي سبق شيرين

ومن جانبه قال الدكتور يحيى نور الدين طراف المحلل السياسي، أن شيرين قالت في حفل بلبنان لحينما طلبت منها إحدى الحاضرات أن تغني ما شربتش من نيلها : «هيجيلك بلهارسيا ؛ إشربي مية إيفيان أحسن» . فتداعى عليها الأكلة من الغيورين علي الوطن الغاضبين له، يريدون نهشها والفتك بها .

وأضاف في تدوينة له على «الفيس بوك» أنه حينما قال السيسي يوماً علي مصر في خطاب علني «دي مش دولة حقيقية ، دي شبه دولة»، وحينما قال مخاطباً شعبه «يا ريت حد يقول لكم ان احنا فقرا قوي»، وحينما قال في مؤتمر صحفي عالمي بباريس وبجوار الرئيس الفرنسي «ماعندناش في مصر تعليم جيد ، ما عندناش في مصر علاج جيد، ما عندناش في مصر إسكان جيد ، ما عندناش في مصر توظيف جيد »؛ لم يحرك أي من هؤلاء الغيورين علي الوطن الغاضبين له ساكناً ، ولا نبس أحدهم ببنت شفة .

وتابع : «فليتهم التمسوا لشيرين من العذر بعض ما التمسوه للسيسي، فسكتوا عنها كما سكتوا عنه، فظاهر قولهما في الإساءة لمصر واحد، لكن حال بينهم وبين السيسي، أنه السيسي وخلّى بينهم وبين شيرين ، أنها شيرين».

فشل المفاوضات

وتساءلت  الدكتورة علياء المهدي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، هل فشل مفاوضات سد النهضة سبب في فتح موضوع شرين الذي حدث في يناير 2017 وليس أمس، موضحة أنه نظام «غلوش… غلوش».

وأضافت «علياء» في منشور لها على موقع «الفيس بوك» أن الدول اللي ترسل سائحين إلي مصر تحذرهم من شرب مياه الحنفية النقية، فلماذا لم ننتفض غيرة هؤلاء علي سمعة مصر من هذا الكلام.

وتساءلت علية عن «من يرمي المخلفات في النيل، ومن يرمي الحيوانات النافقة لماذا نسكت عليهم، ولماذا نسكت عن من فشل في التفاوض على حقوقنا في مياة النيل، وتناول عنها لصالح أثيوبيا».

وتابعت أن «كلهم غلط و اقلهم غلطا  في حق نهر النيل هي شيرين….. و عموما كلامها لن يلوث النهر و لكن عمايلهم هما التي تضرنا جميعا..اعقلوا بقي»

من أعمال بناء سد النهضة

قالت الحقيقة

واستنكر الكاتب الصحفى جمال سلطان، رئيس تحرير «المصريون»، الهجمة الإعلامية التى تعرضت لها المطربة شيرين عبدالوهاب، بعد تصريحاتها التى وصفها البعض بأنها إهانة للوطن.

وقال سلطان، فى مقال له تحت عنوان «ليس دفاعا عن شيرين عبد الوهاب»، إن ما قالته المطربة هو مزاح واضح، وهكذا يفهمه أي سامع له، ولكن ـ بلا شك ـ هو مزاح ثقيل، وينبغي أن تكون الشخصية العامة ، السياسية أو الرياضية أو الفنية، أكثر انضباطا في التعليق أو المزاح.

وأوضح سلطان، أنه إذا كنا نريد محاكمة الفنانة فلابد أن نضع فى السياق عدة اعتبارات، مشيرًا إلى أن المزاح والنكتة ليست بعيدة عن الواقع، وكلنا يعرف ذلك، كما أن انتقاد مياه النيل وأحوالها ليس نقضا للوطنية، لأي مواطن أو أي شخص، هذا فضلا عن تضخم الذات الوطنية هنا بشكل مبالغ فيه، وهو ما لا تجده عادة إلا في المجتمعات التي تعاني أزمات بالفعل، وتشعر بأن «على راسها بطحة».

وأكد أنه لا توجد محافظة مصرية لم يصدر عنها شكوى من تلوث مياه الشرب، وبعض تلك الشكاوى تتحدث عن اختلاط المياه بملوثات مصانع ما زالت تصب مخلفاتها في النيل، وهناك تقارير تتحدث عن إصابة أعداد كبيرة من المواطنين بالفشل الكلوي أو حتى أمراض السرطان لأسباب تعود إلى تلوث المياه، متابعًا أن هناك سفارات كانت تعطي تنبيهات وتحذيرات لمواطنيها الزائرين لمصر من شرب مياه «الحنفية».

وتابع: «الطريف أن كثيرا من الشخصيات العامة التي هاجمت شيرين لا تظهر في مكاتبها ولا الحفلات العامة ولا المؤتمرات إلا وهي تشرب من “مياه معدنية” لبعض الشركات الخاصة، وهناك لقاءات لرئيس الجمهورية توضع أمامه عبوات مياه لشركات عالمية وليست مصرية من أساسه، ولا يوجد مسئول كبير أو صغير إلا ويشرب المياه المعدنية ولا يشرب من نيلها ، فلا داعي لهذه الضجة الخائبة والسخيفة، وأولى بهذا الغضب أن يكون من أجل مئات الآلاف من المصريين الذين أصيبوا بالفشل الكلوي والسرطانات بسبب أنهم شربوا من نيلها بالفعل، وتصدمك وجوه أهاليهم البائسة والحائرة والمستغيثة على أبواب المستشفيات الرديئة، لكن مع الأسف، الإنسان أرخص شيء في البلدان التي يتضخم فيها الحديث عن الوطنية وتحويلها إلى سوق للمزايدات الفارغة».

إعلاميون يهاجمون شرين

وانتفض الإعلام المصري للهجوم على شرين،  وقال مقدم البرامج عمرو أديب، إنه تلقى تهديدات مباشرة حال دفاعه عن الفنانة شيرين عبد الوهاب، على خليفة سخريتها من مياه النيل في مصر، وقولها إنها تُصيب بالبلهارسيا، معربًا عن رفضه لما فعلته، مؤكدًا أنه لن يُدافع عنها، مستكملًا: «أنا اللي ضايقني فيما فعلته شيرين هو سخريتها من مرض البلهارسيا، والذي مات بسببه عبد الحليم حافظ».

وأضاف أديب، خلال برنامجه «كل يوم»، عبر فضائية «ON E»، مساء الثلاثاء: «اتعلمي يا بنتي لأني تعبيراتك ماينفعش تتقال خالص، مش عيب يا شيرين يا حبيبتي إنك تجيبي حد يعلمك تتكلمي إزاي، محدش بيفهم في كل حاجة، مشكلة شيرين إنها مابتعرفش تقول إيه، ومابتعرفش تمسك لسانها، بتقول كلام سخيف جدًا وهي مش قاصدة، وهي اعتذرت، لكن تتعاقب ولو غلطت تاني تبقى العقوبة مضاعفة».

وواصل: «كلنا بنغلط بس أكيد يا شيرين مش هنفضل نغلط عمرنا كله، وكتير أوي يا جماعة اللي بيحصلها، وخلينا متأكدين إن لو مليون واحد شتموا مصر هتفضل أكبر من أي حد، مصر بتتشتم كل يوم من شيرين وغيرها، لكن مصر مفيش حاجة تهزّها، ولا شيرين ولا مليون واحد زيّها يهزّوا مصر، مصر أكبر من أي حد، ماتصغروش مصر للدرجادي».

 

وقالت مقدمة البرامج لميس الحديدي، إن الفنانة شيرين عبد الوهاب، بدأت من تحت الصفر حتى أصبحت نجمة مصر الأولى والعالم العربي، ولكنها كل شوية بتعُكّ، كل شوية تغلط في حد وتقول أنا آسفة، المرة دي ماغلطتش في الهضبة عمرو دياب ولا عمرو مصطفى، المرة دي غلطت في البلد».

وأضافت الحديدي، خلال تقديمها برنامج «هنا العاصمة»، عبر فضائية «سي بي سي»، مساء الثلاثاء، «شيرين قالت في بيان اعتذارها إنها ترى فيديو سخريتها من مياه النيل كما لو أنها تراه لأول مرة.. وأنا أقول إن كانت تعي ما قالته فتلك مصيبة وكارثة، وإلا لم تكن تعي فالمصيبة والكارثة أعظم».

وتابعت: «هل شيرين في كامل وعيّها؟ هل تُغني وهي في كامل وعيّها؟ أنا بحب شيرين على المستوى الشخصي، وهي صوت رائع ومن أحلى الأصوات، ومكنتش أحب أكون في الموقف ده، وأعتقد إنها فتاة عفوية، بس العفوية لها حدود».

سحب الجنسية

كما طالب الداعية الأزهري، مظهر شاهين، مساء الثلاثاء، بسحب الجنسية من المطربة شيرين عبد الوهاب، بعد قولها إن مياه نهر النيل بها بلهاريسيا، مضيفًا «كانت لها سقاطات كثيرة، هي كانت بتتريق على النيل، فإذا كانت لا تعقل ما تقول فهذه مصيبة، وإذا كانت تعقله فهذه مصيبة أكبر». وتابع شاهين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم»: «إزاي تكون مصرية ومش عارفة قيمة النيل؟ هي أهانت مصر في الخارج، وغاضب على وطني الذي يهان في الخارج من واحده دائمة الخطأ».

وفي المقابل دافع الإعلامي وائل الإبراشي، أمس الثلاثاء، عن المطربة شيرين عبد الوهاب، بعد قولها إن مياه نهر النيل بها بلهاريسيا: «كثيرون يرفعون الآن شعار (ادبح شيرين)، هي أخطأت خطأ جسيمًا.. لكن المشكلة أننا نتعامل بمنطق الدبح وكأن يتحدث عن الأمر وكأن مشاكل الدولة انتهت، ويتم التعامل معها وكأنها ألحقت الأذى بالنيل أكثر من سد النهضة نفسه».

وتابع الإبراشي خلال برنامج «العاشرة مساء» المذاع على قناة «دريم»: «البعض يتعامل مع شيرين على أنها ألحقت الأذى بالنيل أكثر ممنْ بنوا قصورًا عليه بمخالفة القانون.. مثل هذا الخطأ يتم التعامل معه بالاعتذار والمحاسبة فقط وليس بالإعدام المهني أو اتهامها بالخيانة».

وأضاف: «شيرين حسنت النية ولا تقصد إهانة مصر.. لماذا نحن هذه القسوة مع المطربة والتعامل معها؟.. أحنا عندنا سياسيين بيهينوا الشعب وبيقولوا لا يستحق الديمقراطية أو الحرية، هل فيه إهانة أكثر من ذلك؟».

واستكمل: «احموا شيرين عبد الوهاب من نفسها، ما دام مبتعرفش تقول إفهات يبقى متقولهاش، شيرين تغني وبس زي أم كلثوم، فهي كنز وثروة، فبعض الشخصيات عدوة نفسها، وشيرين حينما تتحدث تفقد 90% من شهرتها، وحينما تغني فهي كنز ثمين».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023