شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتبة سياسية أميركية: محاربة التطرف الإسلامي وحده مفتاح لزيادة الإرهاب

كاتبة سياسية أميركية: محاربة التطرف الإسلامي وحده مفتاح لزيادة الإرهاب
إن الأشكال الأخرى من الإرهاب، بجانب الجهاديين، تعتبر مميتة، وحتى العام الماضي قتل إرهابيو اليمين المتطرف عددًا أكبر من الذين قتلهم الإرهابيون المسلمون في أميركا منذ 2001؛ لذا يرى «ألبيرت» أن الإرهاب مميت بصرف النظر عن

في صباح يوم الاثنين، دخلت حافلة بشكل سريع وسط مجموعة من المُصلّين أثناء خروجهم من مسجد بمنطقة فينسبوري (شمال لندن)؛ وأسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. وفق الشرطة البريطانية، مُرتكب الهجوم هو «دارين أوزبورن»، وقالت في التحقيق المبدئي إن هذا الهجوم عملٌ إرهابيٌّ ضد المسلمين. 

بهذا افتتحت الكاتبة السياسية «أماندا ماركوت» مقالها بصحيفة «سالون» الأميركية، وقالت إن هذه الهجمة تتشابه مع هجمات أخرى وقعت في أوروبا؛ من بينها الهجوم بالحافلة على جسر لندن، وهجوم جسر وستمنستر، والهجوم الأكثر دموية بحافلة في باريس الصيف الماضي وأدى إلى مقتل 86 شخصًا.

يبدو أن كل هذه الهجمات كان دافعها تطرف أيديولوجي، ولكن الاختلاف أن الهجمات الماضية كانت مرتبطة بمتطرفين مسلمين؛ بينما الهجمة التي وقعت في منطقة فينسبوري جاءت نتيجة تطرف ضد المسلمين.

للأسف، هذا الاختلاف يعني أنه في الوقت الذي اعتبرت فيه الشرطة هذا العمل إرهابيًا فالسياسيون ووسائل الإعلام، خاصة في أميركا، لن يعتبراه كذلك.

في أيّ حدثٍ إرهابيّ يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتّهام الإسلام؛ لكن في الهجمة الأخيرة التي استهدفت المسلمين استمر صمته، ولم يعلّق على الاعتداء على فتاة في ولاية فيرجينا حتى الموت لكونها مسلمة.

قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها في مارس الماضي إن الهجمات الإرهابية التي يرتكبها مسلمون تحظى بتغطية إعلامية أضخم أربع مرات من الهجمات التي يرتكبها أيّ شخص ذو ديانة مختلفة.

قال الزميل في برنامج الأمن الدولي «ألبيرت فورد» إن الأشكال الأخرى من الإرهاب، بجانب الجهاديين، تعتبر مميتة، وحتى العام الماضي قتل إرهابيو اليمين المتطرف عددًا أكبر من الذين قتلهم الإرهابيون المسلمون في أميركا منذ 2001؛ لذا يرى «ألبيرت» أن الإرهاب مميت بصرف النظر عن الأيديولوجية.

تقول الخبيرة «هايدي بيريش» إننا إذا أعددنا قائمة للمؤامرات والهجمات مثل التي قام بها ديلان روف سنجد أنها تأتي من اليمين المتطرف الأميركي أكثر من الإسلام المتطرف في أميركا؛ لذا يجب على الحكومة الأميركية أن تنظر إلى الأمر بشكل أكثر اتّساعًا.

لا تَعْتبر منظمات قانونية كلّ جرائم الكراهية «جرائم إرهاب»؛ حيث يعتمّدون تعريف مكتب التحقيقات الفيدرالي للإرهاب، الذي يقول إنه «الاستخدام غير القانوني للقوة والعنف ضد الأشخاص والممتلكات لتخويف الحكومة والمواطنين أو إكراههم؛ تعزيزًا للأهداف الاستراتيجية والاجتماعية»

لذا؛ تُعدّ معظم جرائم الكراهية تعبيرًا عن التعصّب أو العداوة العامة، ولا تحفزها أي خطة كبرى أو أهداف سياسية متماسكة.

في الماضي، عُرّف الإرهاب على أنه حملة عنف منظمة تقوم بها مجموعات من اليسار في أوروبا وأميركا اللاتينية واليابان. ولكن، في هذا القرن يتحرك الإرهابيون، خاصة في أميركا، بشكل فردي.

تضيف «هايدي» أنه من المستحيل تمييز ديلان روف عن القتلة من تنظيم الدولة؛ حيث استخدم الإنترنت لجمع متعصبين ضد السود، وتوصل إلى أنه يجب عليه القيام بأيّ تحرك.

وتقول «هايدي» إن هذا ما يفعله الأشخاص المتأثرون بدعاية «القاعدة» أو «تنظيم الدولة» ويقررون التحرك من أنفسهم للقيام بهجمات إرهابية؛ ولذا فإنهم غير مختلفين عن بعضهم البعض.

في الوقت الذي يقلّ فيه عنف اليسار، تلفت الدلائل إلى أن إطلاق النار الأخير الذي وقع في تدريبٍ رياضيٍّ لأعضاء الكونجرس الجمهوريين كان إرهابًا سياسيًا يساريًا نتج عن غضب القاتل من سياسات الحزب الجمهوري ومبادئه.

لذا؛ رؤية الإرهاب من ناحية الأساليب والأهداف دون ارتباطاته الأيديولوجية جزءٌ هامٌ لمنع مثل هذه الهجمات، وعبّرت «هايدي» و«ألبيرت» عن مخاوفهما بشأن التقارير التي تفيد بتضييق إدارة ترامب نطاق تركيزهم على مواجهة الإرهاب واستهدافهم التطرف الإسلامي فقط.

اعتبرت «هايدي» أن تضييق نطاق التركيز يعني أن الإدارة الأميركية لا تزوّد الشرطة بالأدوات والتدريب اللازمين، بجانب التعامل الجزئي مع الأزمة؛ بسبب إهمال التركيز على الإرهاب الصادر من اليمين المتطرف، وأحيانًا اليسار المتطرف.

لا يختلف ديلان روف كثيرًا عن الأشخاص الذين يقومون بأعمال إرهابية جهادية. الاختلاف الوحيد بينهما أن ديلان فعل بذلك باسم الأشخاص ذوي البشرة البيضاء وتفوقهم في نظره عن السود؛ بينما يفعل المتطرفون المسلمون ذلك باسم التفسير المتطرف لدينهم.

في الوقت الذي صُدم الأميركيون من أفعال ديلان الإرهابية، انتقد غالبية المسلمين الأفعال الإرهابية التي ارتكبها متطرفون باسم دينهم.

يعتبر الإرهاب قضية معقدة؛ لذا تتطلب مكافحتها بشكل فعّال رؤية سليمة لأسبابها. وتساهم معاملة الجهاديين بشكل مختلف عن الجماعات الأخرى التي ترتكب أفعالًا إرهابية في تشويش الرؤية؛ ما يجعل مكافحة الإرهاب مهمة أصعب.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023