شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“مساعدة الغير” قصة حقيقية حدثت في لندن.. تعرف على تفصيلها

“مساعدة الغير” قصة حقيقية حدثت في لندن.. تعرف على تفصيلها
كتبت سماح صافي بايزيد وهي تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي، قصة حقيقية على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" تحت عنوان "أجمل قصة حدثت معي منذ بداية هذا العام".

كتبت سماح صافي بايزيد، وهي تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي، قصة حقيقية على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” تحت عنوان “أجمل قصة حدثت معي منذ بداية هذا العام”.
وقالت “كنت الشهر الماضي في زيارة للندن وبعد انتهاء ارتباط عمل ودعوة لدي هناك ذهبت أنا وصديقات لي في زيارة لحديقة بجانب الفندق الذي كنا ننزل فيه، الحديقة كانت رائعة الجمال والشجر محمل بالزهور والورود الجميلة فقررنا أخذ صور تذكارية”.
وأضافت ” أقف تحت شجرة زهرة الكزر وصديقتي روان تصورني بكاميرتها فإذا برجل كبير في السن يأتي ويتحدث بلهجة سكوتلاندية ثقيلة ويقول “لدي اقتراح لتصبح الصورة أجمل، سأهز الشجرة ثم صديقتك تلتقط الصورة!، وبالفعل هز الشجرة ليتساقط الزهر كالمطر ونحظى بصورة ساحرة (تجدونها في التعليق) شكرناه حينها عن بعد وانشغلنا بأخذ صور جماعية.
وتابعت “أتحدث أنا وصديقتي سلمى عن الرجل وكيف أتى لنا بفكرة ابداعية، لفت انتباه صديقتي سلمى بأنه قد يكون رجلاً مشرداً فأخبرتها بأنه لم يطلب المساعدة ولا يضع أي لوحة أو مكان للتبرع، ولكن مع ذلك اتفقنا أن نذهب ونتحدث معه لشكره بكل الأحوال، كان جالساً بسلام على كرسي في مدخل الحديقة، سلمنا عليه واستئذناه بالجلوس والحديث معه وسمح لنا بسرور بذلك.
وأكدت أنه “خلال حديثنا معه أخبرنا بأن اسمه أندرو وبأنه من سكوتلاندا وأن الربيع هنا في لندن وفي هذه الحديقة جميل جداً ولكن لا شيء كجمال جبال سكوتلاندا، ولم يذكر لنا بأنه مشرد بلا مأوى ولم يطلب أي مساعدة، فسألناه بصراحة هل لديك بيت أم أنك تعيش هنا، فأخبرنا بعفاف واستحياء بأنه بلا مأوى ويعيش هنا كل يوم،  فسألناه ان كان هناك جمعية ترعى الناس بلا مأوى كحاله هنا، فأخبرنا بأنه هناك منظمة في المنطقة ولكنها تأخد حوالي ال٣٠ باوند تمنحك عشاء وسرير للنوم في مكان كفندق ولكن عليك أن تدفع لهم كل ليلة، ثم قال مغيراً للموضوع أنا بخير وأعرف كيف أتدبر أموري، وعفة نفسه كانت أكثر ما أعجبني به”.
وأكلمت “ثم خطرت ببالي فكرة فقلت له متحمسة “أنت انسان مبدع! الفكرة التي منحتنا اياها للصورة كانت روعة! تخيل لو أن لديك كاميرا فورية تصور فيها الناس وتكسب قوت يومك منها ولو وجبة واحدة! ” أنا احدثه بكل حماس ولكن لم اجد منه الحماس ربما لكثرة حديث المتعاطفين عادة وقلة فعلهم، قال لي “فكرة جميلة لكن ليس لدي مال لأشتريها” ، فأخبرته “سأحضرها أنا لك! وعد بأنني سأبحث في الأمر واذا كانت التكلفة معقولة سأعود لك وبيدي كاميرا”. شكرني (غير مصدق لماقلت) وقال لي أنا هنا كل يوم.
وتابعت “مشينا انا وسلمى في الشارع وبحثنا عن محلات تبيع الكاميرات وسألنا أصحاب المحلات في الشارع ليدلوننا على محل قريب، ذهبنا ووجدنا كاميرا ذات نوعية جيدة وسعر منطقي، وبالفعل اشتريت الكاميرا الفورية وكلي حماس! واشترت سلمى معها فيلم اضافي وبطاريات اضافية، وطلبت من البائع أن يعلمني أنا وسلمى كيف نستعملها وأن يكتب لنا عنوانهم ورقم هاتفهم على ورقة”.
وقالت “ثم ذهبنا لمحل مستلزمات ورقية واشترينا لوحة فارغة وأقلام ملونة وغطاء بلاستيكي للوحة ففي لندن تكثر الأمطار، وكتبنا على اللوحة: “هل تريد صورة فورية؟ أنا مصور بلا مأوى، ادعمني 🙂  ٥ باوند/للصورة” وأضافت “وعدنا للحديقة وقلوبنا تسبق أقدامنا لمفاجأته ورسم السرور على قلبه، ولكن لم نجد أندرو”.
وأسطرت “مشينا في كل أرجاء الحديقة وبحثنا عنه لكن لم نجده، بعض صديقاتي روان وفرانكا ذهبن للمطار للحاق برحلتهن، وصديقاتي مريم وسلمى ذهبن لعمل تشيك آوت من الاوتيل فسفرهن اقترب وقلن بأنهن سيعدن لي، أما أنا فبقيت جالسة على الكرسي انتظره لساعات وبيدي اللوحة، ثم دخلت مريم وسلمى الحديقة وأندرو برفقتهن وجدنه يبحث عن شيء أضاعه وهو يمشي، سلمت عليه بلهفة وقلت له “أحضرت لك هدية ووفيت لك بوعدي!، وأخرجت الكاميرا من وراء ظهري لينصدم ويضحك ويدمع، وأمسكها وهو غير مصدق لما بين يديه وقرأ اللوحة التي صنعناها له وطار فرحاً”.
ولفتت أن “سلمى” علمته كيف يستخدمها وأعطيناه الورقة التي عليها العنوان للمحل في الشارع المجاور للحديقة الذي احضرنا منه الكاميرا، وانه اذا أراد أن يحضر فيلما جديدا لكاميرته عليه أن يدهب هناك، واخبرناه بأن الفيلم فيه ٢٠ صورة وثمنه ٢٠ باوند فلو صور صورتين فقط في اليوم سيكون قادرا على شراء وجبة لنفسه كل يوم وعلى شراء فيلم جديد بعد مرور أيام ونحن نأمل بأن يصور أكثر. :)”.
وقالت له “مريم” سنكون أول زبائن لك وأعطته خمسة باوندات وطلبنا منه أن يصورنا، وبالفعل صورنا وكانت صورة جميلة! تركناها معه ليتذكرنا وكتبت له مريم على ظهرها هدية من صديقاتك المسلمات، وأكدت سماح “خلال تواجدنا هناك صور أندرو شخصين آخرين، وكنت فرحة بزبائنه أكثر من فرحه نفسه ربما”.
عند وداعه أخبرته أخيراً: “لدينا مثل عربي يقول “لا تعطيني سمكة، لكن أعطيني صنارة وعلمني كيف أصطاد” وهذا ما فعلناه معك تماماً، هذه الكاميرا لن تغير حياتك عزيزي أندرو، لكن ربما تكون البداية وتساعدك عى الأقل أن تجلب قوت يومك بدون مساعدة أحد.”
فقال لنا بثقة وقوة “في المرة القادمة عندما تزورون لندن سأشتري لكم القهوة وهذا وعد مني، هذه الجملة الأخيرة التي قالها لمست قلبي كثيراً، الشرارة التي رأيتها في عينيه ، شرارة أنا قادر على أن افعل شيئاً كانت أجمل ما حصل معي منذ بداية هذا العام”.
واختتمت سماح قصتها بقولهاثلاثة أمور مهمة 
١- استأذنت أندرو الجميل بأخذ الصور ونشرها كقصة نجاح له ملهمة للغير ووافق على ذلك بسرور.
٢- أندرو موجود بشكل يومي على كرسي في مدخل هولاند بارك في لندن في منطقة أولومبيا، إذا كنتم في لندن او زرتم لندن أدعوكم بإلحاح لزيارته ودعمه بأن يأخذ صورة تذكارية لكم هناك ومشاركتها على الهاشتاغ أسفل.
٣- الهدف من نشر البوست أن أطلب من كل أحد منكم أن يساعد شخصاً محتاجاً حوله بشيء بسيط وبطريقة غير تقليدية، ليس بالضرورة ان تكون مؤسسة اغاثية أو شخص ثري لتساعد شخص من حولك وليس بالضرورة أن تكون مساعدتك تغير وجه حياته، مساعدة بسيطة هي أكثر من كافية وهي أقل الواجب.
وذيلت القصة بهاشتاج #AndrewBraveHeart ، وأوضحت أنها وضعته على اللوحة ويعكس تماماً خلفية أندرو السكوتلاندية، وطلبنا فيه من كل من يصوّره أندرو مشاركتها على الانستجرام على الهاشتاج.
وأكدت بالفعل بحثت البارحة ووجدت صورة لناس قامت بذلك وعلمنا بأنه هو يصور الناس كل يوم حتى اللحظة، وهذا أجمل خبر ممكن أن أنهي به هذا البوست.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023