شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد ثلاثة أشهر في السُلطة.. هكذا تغيّرت فلسفة ترامب!

بعد ثلاثة أشهر في السُلطة.. هكذا تغيّرت فلسفة ترامب!
لم يختلف المراقبون على أن عدم ممارسة ترامب للسياسة بشكل عميق قبل ترشحه للرئاسة كان له تأثير واضح على آرائه حيال الواقع السياسي من حوله؛ بل كان ذلك منطبعًا على معلوماته وثقافته بشكل عام.

لم يختلف المراقبون على أن عدم ممارسة ترامب للسياسة بشكل عميق قبل ترشحه للرئاسة كان له تأثير واضح على آرائه حيال الواقع السياسي من حوله؛ بل كان ذلك منطبعًا على معلوماته وثقافته بشكل عام.

فقد أطلق رجل الأعمال الخبير بتجارة العقارات حملته الانتخابية بوعود رآها البعض ضربًا من الخيال؛ ما جعل توقعات فوزه بالرئاسة ضعيفة أمام منافسته المخضرمة هيلاري كلينتون. ومن العلامات الفارقة في هذا السياق موقفه من الصين وروسيا وحلف الناتو، وغير ذلك من القضايا الخارجية والداخلية.

لذلك؛ يرى مراقبون أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرَّ “بمنحنى تعلّم شديد الحدة” فيما يتعلق بالسياسة الخارجية عندما تولى منصبه؛ لكن هذا المنحنى بدأ يستوي، بحسب مسؤولة أميركية سابقة.

وتولى ترامب، قُطبُ صناعة العقارات السابق، منصبه في يناير الماضي دون أي خبرة في الحكم، وكان شعاره فيما يخص السياسة الخارجية خلال الحملة “تأمين سلامة أميركا وتدعيم القوات المسلحة”.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر قضاها ترامب في البيت الأبيض تبدّلت مواقفه التي كشفها في حملته الانتخابية فجأة في مجموعة من قضايا السياسة الخارجية من العلاقات مع روسيا والصين إلى ما يمثله حلف شمال الأطلسي (ناتو) من قيمة.

وأدار ترامب هذه الحملة على أساس وعدٍ بتغيير الوضع القائم في واشنطن تمامًا، وهاجم الصين مرارًا خلال الحملة واتهمها بأنها “المناصر الكبير” للتلاعب بالعملة. كما استخف في حملته بحلف الناتو ووصفه بأنه “عتيق”، وقال إنه يرجو أن يقيم علاقات أفضل مع روسيا.

غير أن الرئيس الأميركي أبدى في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وفي مقابلة صحفية الأربعاء الماضي، آراء مختلفة في هذه القضايا، وقال إن علاقته بموسكو تتدهور في وقت تتحسن فيه العلاقات مع بكين.

الناتو لم يعد عتيقًا

كما أثنى على حلف الناتو، ورأى أنه يتكيف مع التهديدات العالمية المتغيرة. وقال ترامب في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ بالبيت الأبيض أمس: “قلتُ إنه عتيق، لم يعد عتيقًا”.

ومن شأن هذه التحولات في موقف ترامب تجاه روسيا وحلف الأطلسي أن تطمئن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا الذين هزّهم ما أبداه ترامب من ميل لموسكو خلال الحملة الانتخابية.

الموقف من بوتين

قبل ستة أشهر فقط، أشار ترامب -وهو ما زال مرشحًا للرئاسة- إلى حرصه على إقامة علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال في سبتمبر الماضي: “إذا قال كلامًا عظيمًا عني فسأقول كلامًا عظيمًا عنه”.

ورغم كل ذلك، قال ترامب الأربعاء الماضي إنه يشعر بقلق متزايد من تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، ورأى أن العلاقات بين البلدين ربما وصلت إلى “أدنى مستوى”.

تحولات مع الصين

غير أن حديث ترامب عن “أواصر صلة بدأت تتوطد” مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يكون سببًا للحيرة في آسيا؛ حيث يخشى حلفاء الولايات المتحدة تعاظم الدور الصيني.

وجاء التحوّل البادي في موقف ترامب صوب سياسة خارجية أقرب للسياسة التقليدية، وسط خلافات في أروقة إدارته أدت إلى تراجع نفوذ شخصيات سياسية مؤثرة؛ نال أبرزها من كبير المخططين الاستراتيجيين ستيف بانون.

وبينما انتقد ترامب روسيا، قال إن علاقة بدأت تتوطد بينه والرئيس الصيني بعد لقائهما في منتجع مار ألاجو في فلوريدا؛ حيث تناولا طعام العشاء مع زوجتيهما وأجريا محادثات.

وقبل هذه الزيارة تنبأ ترامب بمباحثات “صعبة” بشأن التجارة بين البلدين.

وتأكد تحسن العلاقات مع بكين عندما قال ترامب لصحيفة “وول ستريت جورنال” في مقابلة يوم الأربعاء إنه لن يعلن أن الصين دولة تتلاعب بالعملة بعد أن سبق أن وعد بأن يفعل ذلك في أول أيامه في البيت الأبيض.

نفوذ الداخل

ويبدو أن سياسة ترامب الخارجية بتحولاتها تعكس تراجع نفوذ فريق حملته الانتخابية وتزايد نفوذ وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي إتش. آر مكماستر، وثلاثتهم ممن لديهم شكوك عميقة في روسيا.

واضطر مستشار ترامب السابق للأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين إلى الاستقالة يوم 13 فبراير الماضي بسبب اتصالاته بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة قبل تولي ترامب منصبه.

وتأتي النبرة الجديدة في السياسة الخارجية في وقت يحاول فيه ترامب إنهاء ما يُحاك من دسائس داخل جدران البيت الأبيض؛ حيث كان بانون -الرئيس السابق لمؤسسة برايتبارت نيوز المحافِظة- على خلاف مع جاريد كوشنر المستشار البارز في البيت الأبيض وصهر ترامب.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست يوم الثلاثاء الماضي، لم يُبدِ ترامب سوى دعم فاتر لبانون؛ حيث قال: “أنا معجب به، لكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يشارك في حملتي إلا متأخرًا جدًا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023