شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نحن في نكبة.. لهذه الأسباب وصل الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية

نحن في نكبة.. لهذه الأسباب وصل الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية
ينتشر الأموات في كل زاوية بالشرق الأوسط، تتم إعادة رسم الحدود، وأسنان التنين تلتمع خلف الستار. تزرع أيديولوجية لا علاقة لنا بها في الأجيال القادمة. ويتدفق الملايين من اللاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق إلى البلدان المجاورة

أفادت صحيفة “فورين بوليسي” بأن شبكة “فوكس نيوز” نشرت مقالًا للكاتب والمخرج “جون فايفر” أثار خلاله تساؤلات عديدة حول حدود الشرق الأوسط والحروب المشتعلة، متسائلًا: من المستفيد من دمار سوريا؟

واسترجع الكاتب ما حدث بعد منتصف ليل 15 أغسطس 1947؛ حيث أصبحت الهند وباكستان دولتين منفصلتين، هل شاهدتم احتفالات؟

لقد كانت مناسبة سعيدة تمتلئ باحتفالات الاستقلال من الحكم الاستعماري، ثم تحولت بسرعة إلى واحدة من أكبر مآسي التاريخ الحديث. وبحلول نهاية عام 1948، نزح المسلمون من الهند كما نزح الهندوس من باكستان؛ نتج عن ذلك قتل مليون شخص، حيث زرع المتطرفون في كل الدول الناشئة النقية بذور العنف والعنصرية.

قال المؤرخ “Nisid Hajari” في كتابه الجديد “ضراوة منتصف الليل” إن العصابات المتطرفة تضع قرى بأكملها تحت الحصار، مُعرّضة أطفالها وكبارها إلى القتل والاغتصاب. نعم، التقسيم أخطر من الحرب.

واليوم تشهد منطقة الشرق الأوسط تهجيرًا سكانيًا واسع النطاق، ويلعب الدين والإثنية والأيديولوجية دورًا هامًا في النزوح. أيًا كانت الأسباب، الاضطراب أمر مكلف للغاية.

ينتشر الأموات في كل زاوية بالشرق الأوسط، تتم إعادة رسم الحدود، وأسنان التنين تلتمع خلف الستار؛ تزرع أيديولوجية لا علاقة لنا بها في الأجيال القادمة.

ويتدفق الملايين من اللاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق إلى البلدان المجاورة. ونتيجة لنقص تدفق الأموال المتاحة لإدارة تدفقهم، وما نجم عنه من نقص تغذية ورعاية صحية في المخيمات؛ تحرك اللاجئون في موجة جديدة من الشتات معظمها إلى أوروبا.

في تطور موازٍ، يسير العشرات في الاتجاه المعاكس؛ حيث اجتذب تنظيم “داعش” ما يقرب من 30 ألف لاجئ خلال العامين الماضيين. ونظرًا لتدفق ألف مجند كل شهر، فإن الكيان يمتلك قوة قتالية من 20 إلى 30 ألفًا، هذا غير ما يشهده التنظيم المتطرف من قتلى يوميًا نتيجة للغارات الجوية.

ورغم اشتراك مجندي التنظيم في الإسلام السني؛ إلا أن قرارهم يعتبر هجرة ذات دوافع أيديولوجية، تشبه مثيلتها القرن الماضي مع الاتحاد السوفيتي، وربما نغرق مرة أخرى في العصور المظلمة بأزمة اللاجئين الراهنة.

ويصبح سبب الدمار التزام الولايات المتحدة وروسيا بتعزيز جهات الصراع في الشرق الأوسط، وقد أيدت روسيا منذ زمن نظام بشار الأسد؛ محاوِلة تصوير النظام الديكتاتوري كأفضل فرصة للقضاء على “داعش”.

كما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلات نفاثة متقدمة وكتيبة من الجنود لمحاربة قوة أعلنت بالفعل عن دولة تابعة لها على الأراضي الروسية شمال القوقاز. وفي زمن قليل شنت روسيا أول هجوم على داعش في سوريا.

وهكذا تسعى الولايات المتحدة إلى مكافحة داعش بوضع استراتيجية “قلوب وعقول” لمكافحة التطرف العنيف، وفي ظل حديثها حول القلوب وآثار العنف، تدعم واشنطن مقاتلي المعارضة وتدرب المقاتلين؛ والنتيجة المؤكدة لهذه الاستراتيجية التجزئة السريعة في سوريا.

كما أثبتت تجربة العراق سابقًا فشل استراتيجية الولايات المتحدة؛ حيث تكتلت التحالفات والنزيف مستمر. سوريا والعراق ليسا الدولتين الوحيدتين المنجرفتين إلى القاع؛ حيث انخفض عدد السكان المسيحيين في المنطقة إلى 4% فقط.

في الوقت نفسه، يتسع صراع الشيعة والسنة في المنطقة؛ حيث تضطهد السعودية الشيعة، وآخر قضاياها “علي النمر” الذي اعتقلته السلطات قبل أربع سنوات عندما كان عمره 16 عامًا، حيث شارك الصبي في احتجاجات مناهضة للتمييز ضد الشيعة، وتخطط الحكومة السعودية لقطع رأسه.

في المقابل، تضطهد إيران السنة وتعتقلهم دون أسباب حقيقية، إضافة إلى عدم توفير التعليم والعمل الكريم. ثم هناك “إسرائيل”، التي بذلت أقصى قدر ممكن لعزل الفلسطينيين؛ فالوضع داخل “إسرائيل” أصبح سامًا جدًا، ويهجر أهالي دولة الاحتلال خوفًا من عدم الاستقرار والحروب.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023