شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد قتل المدنيين في العراق وسوريا واليمن.. كيف تعود أميركا إلى مجدها!

بعد قتل المدنيين في العراق وسوريا واليمن.. كيف تعود أميركا إلى مجدها!
ضربت القوات الجوية الأميركية مسجدًا بمقاطعة إدلب في سوريا؛ ما أسفر عن مقتل 42 مدنيًا على الأقل، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "عدد القتلى ربما يرتفع مع حصار عدد منهم تحت الأنقاض".

ضربت القوات الجوية الأميركية مسجدًا بمقاطعة إدلب في سوريا؛ ما أسفر عن مقتل 42 مدنيًا على الأقل، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “عدد القتلى ربما يرتفع مع حصار عدد منهم تحت الأنقاض”.

وأنكرت القيادة المركزية العسكرية الأميركية استهداف المسجد، وادعى المتحدث جون توماس أنه كان مبنى يقام بداخله اجتماع للقاعدة، وفقًا لما نقلته نيويورك تايمز، مضيفًا أن هناك مسجدًا على بعد 50 قدمًا من هذا المبنى ولم يحدث له شيء.

وقالت الباحثة جيما فوكس في مقالتها لصحيفة “ميدل إيست آي” إن هذا التصريح مضلل؛ حيث تمكنت شبكة بلينجكات من تأكيد عكس ذلك عن طريق شهود عيان ومصادر الإعلام المحلية بأن المسجد كان بالفعل الهدف.

وأضافت “جيما” أن مجموعة “آير وارز” التي ترصد الهجمات الجوية من داعش قالت إن توماس ربما يشير إلى مسجد آخر، ولكن مسجد “الجنة” كان الهدف، وتم تدمير ما يقرب من 50% منه.

وشهد العراق وسوريا تصاعدًا غير مسبوق في عدد القتلى جراء الهجمات الجوية الأميركية منذ حكم ترامب، وفق ما قاله باحثون في “آير وارز”.

ووفقًا لـ”آير وارز”، فإن ما بين 250 و370 من المدنيين قتلوا في الموصل في أول أسبوع في مارس، لم يتم تأكيدهم حتى الآن، فيما أكدت مقتل من 71 إلى 79 مدنيًا في هجمات جوية من قبل التحالف في سبعة أيام فقط.

وقالت “جيما” إن ذلك لا يعني أن عهد أوباما لم يكن دمويًا؛ ولكن تضاعف هذا الرقم خلال شهرين من حكم ترامب. ووفقًا لتصاعد أعداد القتلى في بداية الشهر فقط، فمن المحتمل زيادته خلال ما تبقى منه.

وأضافت “جيما” أن الوضع في اليمن قاتم؛ حيث تشهد الدولة تصعيدًا عسكريًا أميركيًا، وشهد أسبوع واحد هجمات جوية من البنتاجون في اليمن أكثر مما حدث في عام كامل من حكم أوباما، فيما أعلن ترامب عن موافقته على مزيد من العمليات العسكرية.

وأكدت جيما أن قلة حِكمة ترامب ظهرت خلال العملية العسكرية في اليمن عند شن غارة على مقر للقاعدة أدت إلى مقتل ضابط بحرية يدعى ويليام راين أوينز وعدد من المدنيين. ووفقًا لمسؤول عسكري، فإن العملية سارت بشكل خاطئ؛ حيث قُتل نساء وأطفال، منهم الطفلة نورا العولقي ذات الثماني سنوات.

وأشارت جيما إلى أن ترامب استخدم حزن زوجة راين في أحد خطاباته، وتحدث عن تضحية زوجها، وظهر أنه يستغل هذا الحدث لشغل الرأي العام عن فشله في اليمن. وفشل كذلك في الاعتراف بحقيقة مقتل المدنيين في اليمن ولم يعتذر لأهالي الضحايا.

وأوضحت جيما أن ذلك يعني إهمال مقتل السكان المحليين وتجاهلهم؛ وهو ما يعد خطيرًا بالنظر إلى أن الولايات المتحدة منقسمة بشأن التدخل في الحرب الأهلية في اليمن. ويمكن أن يزيد إهمال السكان المحليين في غضب تجاه أميركا.

واعتبرت جيما أن ما يثير القلق هو اقتران تصعيد السياسة العسكرية الحالية بطلب ترامب بتغيير التزام أميركا باتباع المعايير الدولية لتقليل أضرار المدنيين، وجاء هذا الطلب كجزء من مذكرة ترامب الرئاسية الموقعة في 28 يناير وتطلب تشكيل خطة الـ30 يومًا لهزيمة داعش.

وفي 10 مارس قدم 30 مسؤولًا سابقًا رسالة لوزير الدفاع جيمس ماتيس، وقيل فيها إن أميركا كانت تضع دائمًا استثناء قويًا بشأن تقليل عدد المدنيين الضحايا في الصراعات المسلحة، ولكن يبدو أن ترامب يرى الأمر بشكل مختلف، حيث قال إنه عند قتل الإرهابيين يجب أن تقتل عائلاتهم!

وأكدت جيما أن الفوز في الحرب لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، ولكنه يعتمد على الإقناع بأسبابك للهجوم. ولكن، يبدو أن أميركا تخسر هذه الحرب الآن؛ فبدلًا من حماية المدنيين يضع ترامب أولوية لإعطاء وكالة الاستخبارات السرية السلطة للقيام بهجمات ضد أهداف، وهو ما يعني عكس نهج أوباما ووضع البنتاجون في السلطة؛ وهو ما سيقلل تحمل المسؤولية تجاه مقتل المدنيين.

ويرغب ترامب في نشر قواته، ليس لحماية المدنيين الذين يقتلهم بشار؛ ولكن لقتال داعش. ورأت جيما أنه بجمع كل ما سبق نرى سياسة القتل والحرق التي سيكون الخاسر فيها هم المدنيون الذين لن يستطيعوا الهرب.

وشهد الشرق الأوسط قتل عديد من المدنيين في الصراعات، وفي الوقت الذي سيكون هناك دومًا خسائر جانبية؛ لا بد من وجود سياسة قوية لمنع حدوث ذلك، ولكن الوضع الحالي يظهر عدم اهتمام ترامب بحياة المدنيين الذين يعيشون في مناطق الحروب.

وتساءلت جيما: كيف ستصبح أميركا عظيمة مجددًا بمسؤوليتها عن هذا الكم من قتل المدنيين؟

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023