شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل أصبح الإعلام الأميركي مسرحًا للصراع السياسي؟

هل أصبح الإعلام الأميركي مسرحًا للصراع السياسي؟
منذ بداية حملته الانتخابية وحتى الآن، دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مهاجمة الإعلام الليبرالي؛ فاتهمه بنشر الأخبار الزائفة ووصفه بعدو الشعب الأميركي. في المقابل، يتعرض ترامب وإدارته إلى سيل متصل من

منذ بداية حملته الانتخابية وحتى الآن، دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مهاجمة الإعلام الليبرالي؛ فاتهمه بنشر الأخبار الزائفة ووصفه بعدو الشعب الأميركي. في المقابل، يتعرض ترامب وإدارته إلى سيل متصل من التمحيص والانتقاد، مدعوم بتسريبات استخبارية أفضت -مثلًا- إلى استقالة مستشار الأمن القومي مايك فلين.

الصراع المحتدم في الولايات المتحدة بين ما توصف بوسائل الإعلام الليبرالية، كـ”واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” وشبكة “سي إن إن” من جهة، وما توصف بوسائل الإعلام المحافظة كشبكة “فوكس نيوز” مثلًا أو موقع “برايتبارت” الإلكتروني.

حرب بين طرفين

يرى الأستاذ في جامعة برنستون “كرستوفر” أن “حربًا تدور الآن في أميركا بين الدولة العميقة التي تتضمن في تحالفاتها الاستخبارات والإعلام، وإدارة ترامب وشخصيات كستيف بانون، الذي يعد شخصًا متطرفًا من أقصى اليمين لم يجد مكانًا له حتى في الإعلام المحافظ التقليدي”.

وأضاف “كرستوفر” في تصريحات تلفزيونية أن الولايات المتحدة اليوم تعيش حالة الحرب بين الطرفين، والإعلام هو ساحتها الرئيسة، لافتًا إلى أن الإعلام في أميركا ليس جهة مستقلة يمكن الوثوق في حيادها؛ بل هو يعمل عنصرًا في لعبة السياسة ويعد حارسًا للإمبريالية والليبرالية الجديدة.

مسألة مصالح

أما المحلل السياسي خالد صفوري فرفض فكرة وجود دولة عميقة، قائلًا إنه “موضوع مصالح وليس دولة عميقة تتآمر، وما حصل في مسألة تسريبات أجهزة الأمن للإعلام هو ببساطة أن هذه الأجهزة لم يعجبها استخفاف الإدارة الجديدة بدورها وأهميتها، وعرفت أن ترامب يعمل على تحجيمها ويذهب إلى اتخاذ قراراته بمعزل عن التقارير الأمنية؛ لذلك سرّبت معلومات تساهم في محاصرة ترامب وإجباره على إعطاء الأجهزة الأمنية الدور الذي من المفترض أنها تلعبه”.

انقسام مجتمعي

بدوره، رأى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية ألبرتو فرنانديز أن الصدام بين اليمين واليسار في الصحافة ليس جديدًا؛ إذ لطالما كان الإعلام مسرحًا للعبة السياسية الأميركية، كما تعد التسريبات للصحافة جزءًا من تقاليد هذه اللعبة للتأثير على السياسات؛ إلا أن ما اختلف اليوم في عهد ترامب هو وصول الأمر إلى حالة استقطاب كبيرة ومفضوحة تعكس انقسام المجتمع الأميركي نفسه، وهذا هو الخطير في الموضوع.

إعلام موجّه

وتابع فرنانديز: “المشكلة الأخرى في هذا الصراع أن الإعلام بات موجهًا وغير محايد؛ وهو ما يؤثر على دوره وتأثيره داخل المجتمع الأميركي”.

أما أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند سحر خميس فأكدت أنه لا يوجد في دولة بالعالم إعلام محايد حر بنسبة 100%، والمسألة نسبية؛ ورغم أن الإعلام الأميركي لعب دورًا سلبيًا في حرب العراق وتبرير سياسات جورج بوش لا يمكن إغفال دوره حارسًا للبوابة ورقيبًا على السياسيين.

وحسب سحر خميس، فإن الإعلام الذي يسعى إلى أن يكون مستقلًا وحرًا من واجبه أن ينشر الحقائق والمعلومات التي لديه، بغض النظر عن تأثيرها على السياسيين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023