شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أكاديمي أوروبي: تحقيق روسيا للاستقرار في الشرق الأوسط درب من الأوهام

أكاديمي أوروبي: تحقيق روسيا للاستقرار في الشرق الأوسط درب من الأوهام
أكد الأكاديمي الأوروبي "ليوجي ناربورن" مدير برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الأوربي، في مقال له بصحيفة "هفنجتون بوست" الأميركية على أن روسيا لن تتمكن من إرساء الاستقرار بالمنطقة على المدى البعيد بالرغم من نجاحاتها الحالية .

 أكد الأكاديمي الأوروبي “ليوجي ناربورن” مدير برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الأوربي، في مقال له بصحيفة “هفنجتون بوست” الأميركية على أن روسيا لن تتمكن من إرساء الاستقرار بالمنطقة على المدى البعيد بالرغم من نجاحاتها الحالية .

وتساءل الكاتب عن مدى فرص نجاح روسيا فيما فشل فيه الغرب، وهو إرساء الاستقرار للشرق الأوسط  وشمال أفريقيا .

وقبل فترة ليست طويلة، بدا هذا السؤال غريبًا ،لكن قبل أقل من عامين، اتخذت مزيج من القرارات الحاسمة واستخدمت القوة المفرطة  بشكل لا يرحم ، والمناورات السياسية الجريئة ،وهو ما أعطى موسكو أهمية جديدة على الساحة العالمية .

ونجحت موسكو في استعادة دورها، على الأقل جزئيًا، كأحد المحاور الإقليمية والذي فقدته بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وخلال هذه العملية دعمت علاقتها مع  الدول الرئيسية وحققت صفقات أسلحة رابحة .

محور إيراني روسي في سوريا  

في سوريا أنقذ الدعم الجوي الروسي نظام بشار الأسد من السقوط ،وغير بشكل جذري موازين القوى على الأرض ،ودمرت المعارضة المعتدلة في هذه العملية ،وانسحبت الدول الخليجية وتوقفت تركيا عن مطالبتها لنظام الأسد بالرحيل من أجل التوافق مع المحور الروسي الإيراني الجديد .

ويرى الكاتب أن رعاية روسيا وتركيا وإيران لمؤتمر الأستانة يعكس موازين القوى بعد معركة حلب ،وتعهدت فيه الأطراف المتحاربة بدعم وقف إطلاق النار ، واستئناف العملية السياسية في جنيف ، وهو بالضرورة ما سيرتكز على وجهة النظر الروسية حول مستقبل سوريا ،فيما لعبت الولايات المتحدة وأوروبا دور المتفرج .

الاستثمار الروسي في المنطقة

اختارت روسيا أن تقف بثقلها خلف اللواء خليفة حفتر المتحالف مع مصر ، وقدمت الدعم الاقتصادي والعسكري علناً له ،وسمح الدعم الروسي بدعم موقف حفتر كطرف لا غنى عنه في أي اتفاق سياسي قابل للتطبيق  ،كما زاد هذا الدعم الروسي من مكانة روسيا كوسيط في  المأزق الليبي ،وسيكون لهذا الاستثمار عائدًا مهمًا فيما يتعلق بالنفوذ السياسي والمكاسب الجيوسياسية والاقتصادية حال استقرار ليبيا.

ويشير الكاتب إلى تحسين روسيا لعلاقاتها مع “إسرائيل” ،بالرغم من التوترات الكبيرة التي حدثت في الفترة ما بين 2011 إلى 2015 خاصة حول سوريا ، وتنتهج روسيا الآن سياسة نفعية تجاه السعودية وقطر ،وحصدت بعض  النتائج مثلما يوضح الاتفاق على خفض إنتاج النفط .

لكن  جهود روسيا لم تتوقف عند البلدان التي تعيش حالة حر،; ففي علاقتها مع مصر قدمت الدعم غير المشروط  لـ”الرئيس” المصري عبدالفتاح السيسي، بحسب توصيفه .

وحتى الآن ،ارتكزت سياسة روسيا بشكل أساسي على دعم الرجال الأقوياء ،وعقد الصفقات مع الحكام المستبدين ، وعلى الرغم من النجاح الواضح ،الذي حققته على المدى القصير ،إلا أنه في الغالب لن يحقق الاستقرار على المدى البعيد .

وتفتقر روسيا إلى الوسائل الاقتصادية والإرادة السياسية المطلوبة لحل النزاعات وتحقيق الاستقرار الدائم ، كما تحتاج روسيا إلى الحوار مع الغرب لمعالجة تعقيدات منطقة الشرق الأوسط وإسهام الاتحاد الأوروبي في تمويل إعادة الإعمار ، ومع ذلك فإن التدهور في العلاقات بين روسيا والعواصم الغربية ،يزيد من الشكوك حول هذا التعاون .

إذا لم تعالج روسيا الأسباب الجذرية للعنف وعدم الاستقرار مثل ضعف الدولة وعدم قدرتها على تحقيق المشاركة السياسية ،وتوفير الخدمات والأمن والتنمية لمواطنيها أو تطييف الصراعات السياسية ،فإن أي محاولات لإرساء الاستقرار في المنطقة محكوم عليها بالفشل على المدى البعيد

ويختم الكاتب بالقول “في حال عدم معالجة هذه القضايا ،فإن هذا من شأنه أن يتسبب في أزمات جديدة ، وستجعل من فكرة السلام الروسي دربًا من الأوهام”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023