شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ما بين انتقادات أنقرة واستدعاء السفير.. إيران وتركيا إلى أين؟

ما بين انتقادات أنقرة واستدعاء السفير.. إيران وتركيا إلى أين؟
في أجواء خيّمت عليها "حرب تصريحات" وانتقادات متبادلة بشأن مواقف إقليمية استدعت طهران في سياقها السفير التركي لديها، أكدت الرئاسة التركية عدم رغبتها في التصعيد مع إيران، التي وصفتها بأنها جارة مهمة؛ لكنها قالت إن ذلك لا يعني

 

في أجواء خيّمت عليها “حرب تصريحات” وانتقادات متبادلة بشأن مواقف إقليمية استدعت طهران في سياقها السفير التركي لديها، أكدت الرئاسة التركية عدم رغبتها في التصعيد مع إيران، التي وصفتها بأنها جارة مهمة؛ لكنها قالت إن ذلك لا يعني أن أنقرة ستتجاهل جهود طهران في اختراق المنطقة.

يأتي هذا التأكيد من قِبَلِ أنقرة ليكون متماشيًا مع سياسة “تصفير المشكلات” التي أعلنت الحكومة التركية عن انتهاجها منذ ما يقارب الخمس سنوات؛ فمع استعداد تركيا لاستقبال مرحلة جديدة قد تُغيّر من مكانتها الإقليمية على وقع التصويت المرتقب على التغييرات الدستورية التي أقرها البرلمان التركي لتكون مطروحة أمام الشعب للتصويت في أبريل القادم لا ترغب تركيا في فتح جبهات سياسية جديدة قد تكون مُعرقِلة لمسيرتها خلال المرحلة المقبلة.

إلا أن إجراءات طهران مؤخرًا باستدعاء السفير التركي لديها لإبلاغه اعتراضات إيرانية على انتقادات وجهتها أنقرة للجمهورية الإيرانية قد أدت إلى تفجّر حرب التصريحات الراهنة بين الجانبين؛ فما هي الأسباب الدافعة إلى ذلك؟ وما هي أُفق العلاقة بين البلدين على ضوء التباين الحالي في مواقفهما الإقليمية؟

لم تكتف إيران باستدعاء السفير التركي لديها وإبلاغه احتجاجها ورفضها انتقادات وجهها إليها مسؤولون أتراك كبار، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان؛ بل واصلت على لسان “علي أكبر ولايتي” كبير مستشاري مرشد الجمهورية انتقاد أنقرة على خلفية قواتها الموجودة في سوريا والعراق.

تصريحات ولايتي، الذي قال إن “الشعبين السوري والعراقي سيخرجان القوات التركية من أراضيهما”، تأتي في سياق حرب تصريحات بين أنقرة وطهران، محورها مواقفهما من قضايا الإقليم.

بين التوتر والتعاون

حول هذا الموضوع، يرى مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، شعبان قارداش، أن مثل هذه التصريحات القادمة من أنقرة ليست جديدة؛ فالعلاقات التركية الإيرانية مرت بمراحل مختلفة كان فيها التوتر سائدًا أحيانًا، وأحيانًا أخرى كان فيها التعاون هو السائد.

وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أنه منذ عام 2012 كانت هناك نقاط توتر بين البلدين، وفي 2015 عبّرت تركيا عن قلقها من نوايا إيران للهيمنة على المنطقة.

شبكات أمان

واعتبر قارداش أن المخاوف التركية تأتي في ظل سلوكيات إيران بعد إبرام الاتفاق النووي، وكان على إيران أن تمد جسور التعاون بدلًا من الصدام والمواجهة، مشيرًا إلى أن هناك تساؤلات كبيرة في تركيا حول حقيقة نوايا إيران في المنطقة.

وعن أفق العلاقات بين البلدين في ظل حرب التصريحات هذه، قال إنه عندما ننظر إلى ما حدث في الماضي من حوادث مشابهة في العلاقات الثنائية، فإن هناك قنوات وآليات مهمة وشبكات أمان تحول دون ارتفاع حدة التصعيد، وهذه القنوات ستباشر عملها للتخفيف من حدة التوتر.

اتهامات باطلة

من جانبه، قال مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، محمد علي مهتدي، إن كل ما يوجّه إلى إيران من اتهامات بمحاولات الهيمنة على المنطقة هي اتهامات باطلة، وليس هناك أي سلوك غير قانوني لإيران في المنطقة.

وأوضح، في تصريحات لتلفزيون الجزيرة، أنه في اليمن ليس هناك أي وجود إيراني، وفي العراق لولا الدعم الإيراني للحكومة لكانت بغداد اليوم محتلة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك أربيل والمنطقة الكردية.

وبالنسبة إلى سوريا، قال مهتدي إنه ليس هناك جيش إيراني يحارب في سوريا سوى بعض المستشارين والمتطوعين “لأن هناك حربًا عالمية ضد سوريا”.

واعتبر أن التصريحات التركية تأتي في محاولة للحصول على مزيد من الدعم من دول الخليج في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، بحسب قوله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023