شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الجيش السوري الحر يقترب من وسط مدينة “الباب”.. الحكاية من البداية

الجيش السوري الحر يقترب من وسط مدينة “الباب”.. الحكاية من البداية
منذ أواسط عام 2015م، يسعى الجيش السوري الحر مدعومًا بقوات تركية إلى طرد تنظيم الدولة من مدينة "الباب" بالكامل؛ نظرًا لأهمية المدينة بالنسبة إلى تركيا، كونها تمثل همزة الوصل والرابط الرئيس بين المناطق التي يسيطر عليها الأكراد

منذ أواسط عام 2015م، يسعى الجيش السوري الحر مدعومًا بقوات تركية إلى طرد تنظيم الدولة من مدينة “الباب” بالكامل؛ نظرًا لأهمية المدينة بالنسبة إلى تركيا، كونها تمثل همزة الوصل والرابط الرئيس بين المناطق التي يسيطر عليها الأكراد الذين يشكلون القوة الأكبر فيما يسمى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا، وهو ما يمثل منغصًا كبيرًا لأنقرة التي تسعى إلى تفتيت جهود الأكراد في تكوين أي تجمع على الحدود بين تركيا وسوريا.

الموقع 

تقع مدينة “الباب” في ريف حلب الشرقي، وتتبع إداريًا محافظة حلب (شمالي سوريا)، وتبعد ثلاثين كيلومترًا جنوبي الحدود التركية، وتبعد عن حلب 38 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي.

تبلغ مساحة مدينة الباب 30 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة، معظمهم عرب، إلى جانب أقليات أخرى.

تُقسّم مدينة الباب إداريًا إلى عدة مناطق، كل منطقة تحتوي على عدة أحياء؛ وهي منطقة البلدة القديمة، المنطقة الغربية، المنطقة الشمالية، المنطقة الجنوبية.

التاريخ
تعد مدينة الباب من المدن القديمة في التاريخ، ويُرجّح أنها تعود إلى العهد الروماني، وذكرها عديدٌ من المؤرخين والرحالة في كتبهم، بينهم الرحالة ابن جبير في كتابه “رحلة ابن جبير”، والمؤرخ ياقوت الحموي في “معجم البلدان”؛ حيث قال إنها كانت تُدعى “تيماء”.

وتشير مختلف المصادر إلى أن مدينة الباب فُتحت خلال العهد الإسلامي عام 16 هجريًا الموافق 638 ميلاديًا، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في حملة على يد القائد حبيب بن مسلمة الفهري، وجاء ذلك بعد فتح حلب على يد أبي عبيدة بن الجراح.

الاقتصاد

تعتمد المدينة على الزراعة، التي تنتشر بشكل كبير في سهل مدينة الباب؛ ومن أهم محاصيلها القمح والشعير والبقول والرمان والفستق والزيتون وغيرها.

كما تعتمد مدينة الباب على تربية المواشي، وتشتهر بمنتجات الأجبان والألبان التي تصدّرها إلى مختلف المدن السورية وحتى العربية، إضافة إلى عدد من الصناعات الأخرى مثل معاصر الزيوت وبعض الصناعات التقليدية.

تُغذّي المدينة شبكة تستمد مياهها من نهر الفرات، ومن خزان مائي غربي المدينة.

المعالم

تشتهر مدينة الباب بمعالم أثرية كمسجد الجامع العمري، وفيها آثار من العهد الروماني، وتضم أقنية مائية جوفية يعتقد بأنها كانت منابع لنهر الذهب.

وتطغى على المدينة الأبنية الأسمنتية الحديثة، كما تشتهر بأزقتها وأسواقها وشوارعها.

بعد الثورة

انخرطت مدينة الباب بعد اندلاع الثورة السورية في مظاهرات ضد نظام بشار الأسد، في الثامن من أبريل/نيسان 2011، ووقعت تحت سيطرة الجيش السوري الحر منتصف 2012.

وشهدت المدينة معارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر على المدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وقتل برصاص الأمن والشبيحة في المدينة 372 شخصًا، أسماؤهم موثقة.

وبعد سيطرة القوات الحكومية على حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016 أصبحت “الباب” هدفًا لفصائل المعارضة التي تدعمها تركيا؛ حيث تحاصر القوات التركية والفصائل الباب من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، بينما تحاصرها قوات النظام من الجنوب، بعدما تمكنت بدعم روسي من قطع آخر طريق حيوي لتنظيم الدولة.

وتتسابق عدة أطراف للسيطرة على المدينة؛ حيث يقاوم تنظيم الدولة الإسلامية من أجل التمسك بها، في حين تحاول قوات النظام والفصائل الكردية السيطرة عليها، وتسعى تركيا إلى إبعاد تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد عن المناطق السورية القريبة من حدودها.

تقدّم “السوري الحر” والأتراك

شهدت الباب معارك عنيفة في 12 فبراير بين القوات التركية وفصائل الجيش الحر، المنضوية في عملية “درع الفرات” من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على دوار الراعي (شمال المدينة) بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 12 فبراير2017 بأن الجيش الحر والجيش التركي يحاصران مدينة الباب من الجهات الأربع، وأن استعادة المدينة من تنظيم الدولة باتت مسألة وقت فقط.

ونقلًا عن مصادر ميدانية، فإن الجيش السوري الحر سيطر على الصوامع والنادي الرياضي جنوب غرب مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي.

وتحدثت مصادر محلية لـ”الجزيرة” من داخل المدينة عن أوضاع إنسانية غاية في السوء جراء القصف الكثيف، إضافة إلى أنها أصبحت شبه محاصرة.

من جهة أخرى، أفادت وكالة “مسار برس” أن الجيش الحر سيطر على جامع فاطمة الزهراء جنوب غرب المدينة، بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة سقط على إثرها قتلى وجرحى من التنظيم.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن الجيش الحر استقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط الباب؛ بهدف طرد تنظيم الدولة من كامل المدينة.

واقتحم الجيش الحر في وقت سابق الأحياء الغربية وسيطر على عدة مواقع؛ منها مستشفى الحكمة وشارع زمزم، في إطار سعيه لبسط السيطرة على كامل مدينة الباب.

مكاسب النظام

ووفق وكالة “مسار برس”، سيطرت قوات النظام من جانبها على قرية “أبو طلطل” جنوب بلدة تادف بريف حلب الشرقي بعد انسحاب تنظيم الدولة منها؛ لتصبح على مسافة قريبة من مدينة الباب.

بدورها، نقلت وكالة “سمارت للأنباء” عن فرقة السلطان مراد -التابعة للجيش الحر- أن قوات النظام سيطرت على 50 قرية بمحيط مدينة الباب بعد انسحاب تنظيم الدولة منها الأسبوع الماضي.

وذكرت الوكالة ذاتها أن 15 عنصرًا من تنظيم الدولة وثلاثة مقاتلين من الفصائل العسكرية قتلوا خلال معارك مدينة الباب.

كما نقلت عن ناشطين ومصادر أن النظام عقد اتفاق هدنة مع ممثلين عن مدينة “تل رفعت” الخاضعة إلى سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وخمس قرى بمحيطها خاضعة إلى سيطرة النظام في ريف حلب الشمالي.

وقالت قيادة أركان الجيش التركي في بيان لها إن 43 مسلحًا من تنظيم الدولة قتلوا، وإن 245 هدفًا للتنظيم دُمروا في اليوم الـ172 لعملية “درع الفرات” شمالي سوريا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023