شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحتقر المواطن.. أوبن ديمقراسي: كيف يغذي العسكر الوطنية المشوهة

تحتقر المواطن.. أوبن ديمقراسي: كيف يغذي العسكر الوطنية المشوهة
يرى الكاتب ماجد مندور في مقال له نشره موقع "اوبن ديقراسي" أن مفهوم الوطنية الذي تغذيه النخبة العسكرية وتتبناه الطبقة الوسطى ،والقائم على تمجيد الأرض وتجاهل المواطن ،نموذج مشوه .

رأى الكاتب ماجد مندور في مقال له نشره موقع “أوبن ديقراسي” أن مفهوم الوطنية الذي تغذيه النخبة العسكرية وتتبناه الطبقة الوسطى، والقائم على تمجيد الأرض وتجاهل المواطن هو نموذج مشوه، قائلا: “هذا المفهوم الخاطئ للوطنية هو السبب وراء غضب هذه الطبقة من قرار السيسي تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية”.

وقال الكاتب إنه في شهر إبريل 2016 تم التوصل إلى اتفاق بين مصر والسعودية لنقل جزيرتين من السيادة المصرية إلى السعودية، وتولى المحامي الحقوقي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية خالد علي القضية، وأثار بطلان الاتفاقية في يناير 2017 دهشة الكثيرين .

 ومع ذلك، وفي ما يبدو محاولة للالتفاف على حكم المحكمة، أرسلت الحكومة المصرية الاتفاقية للتصديق عليها من قبل البرلمان، مع تأكيد رئيس البرلمان التصديق على الاتفاقية بغض النظر عن حكم المحكمة، بحسب ما قاله “مندور”.

وكان الحكم أول هزيمة كبيرة للنظام  بداية من حكم الدرجة الأولى وصولاً إلى والمظاهرات الكبيرة ضد نظام السيسي وأخيرا حكم البطلان، وبالرغم من ادعاء المعارضة الانتصار القانوني والأخلاقي، فقد نشرت المنظمات الحقوقية أرقاما حول قمع الدولة في 2016 تضمنت ما يزيد عن 400 حالة قتل خارج إطار القانون، و3000 حالة إخفاء قسري.

ومن المثير للاهتمام أن نقل ملكية الجزيرتين تسبب في اندلاع أول احتجاجات كبيرة ضد النظام ، مع بقاء عدد من الناشطين والمحتجين خلف القضبان ، وبالرغم من أن الاتفاقية ابطلت إلا أن القمع الشامل لم يتوقف .

وفشل قمع الدولة في حشد المعارضة الاجتماعية وخاصة في صفوف الطبقة الوسطى ،وتسلط هذه الأحداث الضوء على طبيعة الوطنية المصرية ،وكيف أنها أيدلوجية لهذه الطبقة الوسطى

حرب عام 1973

من أجل فهم عميق لهذه الحلقة الأحدث ، يحتاج المرء إلى النظر إلى عملية بناء الأسطورة التي يقوم بها النظام فيما يتعلق بحرب 1973، وتلعب هذه العملية الدور الرئيسي في شرعنة النظام العسكري، ويمجد الجيش لتضحياته التي  قام بها من أجل تحرير سيناء، وهذه الخرافات تغرس مشاعر القومية في قلوب الطبقة الوسطى، بحسب الكاتب.

ويشير الكاتب إلى أغنية “اخترناه” والجزء الأبرز منها الذي تضمن امتداح لمبارك كرئيس للقوات الجوية في وقت الحرب، وما يتبعها من وعود “البيعة” -القسم الإسلامي بالولاء للزعيم- وتتضمن الأغنية المبالغة في الدور الذي قامت به القوات الجوية في الصراع، والذي في الحقيقة كان هامشياً وكأن الحرب قد قام بها مبارك لوحده وذلك من أجل تعزيز شرعية نظامه في ذلك الوقت، وأيضاً أدرجت صورة مبارك داخل غرفة العمليات وإزالة صورة سعد الدين الشاذلي، رئيس الأركان وقتها والذي انتقد السادات في وقت لاحق وأيضاً رواية مبارك للحرب.

ويلفت الكاتب إلى أن اتهامات بيع قناة السويس للقطريين ومنح سيناء للفلسطينيين كوطن، كانت أحد أقوى أدوات الهجوم ضد الإخوان المسلمين أثناء فترة حكمهم، ولذلك فقد تم إحياء خرافة  “حامي” الأراضي المصرية من قبل نظام السيسي لشرعنة انقلاب 2013، وهذه المرة ضد عدو داخلي –الإخوان المسلمين – بدلاً من العدو الخارجي، وهو ما ساعد على خلق قاعدة دعم للنظام ،بشكل ملحوظ في صفوف الطبقة الوسطى ،التي مازالت واقعة تحت تأثير خرافة حرب 1973 .

ويشرح ذلك رد الفعل القوي لهذه الطبقة ضد النظام عند قراره بنقل ملكية الجزيرتين للسعودية، لأن ذلك يتعارض مع أسطورتهم الراسخة، ويقوض القاعدة الفكرية ،في خطوة كانت لا بد أن تخلق تنافر معرفي، حتى بين أشد المؤيدين .

 نظرة النخبة العسكرية والطبقة المتوسطة لباقي الشعب

وتابع الكاتب قائلا: “إلى جانب بناء أسطورة حامي الأرض هناك الديناميات الاستشراقية التي تهيمن على علاقة المركز بالمحيط في مصر، حيث تعتبر هذه النخبة معظم المصريين البعيدين عن المركز غرباء عن مصر “الحديثة”، وهذا  هو الأمر الأكثر وضوحاً في حال سيناء التي للمفارقة ونسجت حول سيناء الخرافات كموقع جغرافي ، ومع ذلك لم يتم تهميشهم وقمعهم فقط، بل وأيضاً اعتبرت ليست من جزء من الأمة، فعلى  سبيل المثال قام النظام بحملة قمع كبيرة في سيناء، كاد ألا يكون لها أي أثر على الجمهور المصري، وهناك مثال آخر على الديناميات الاستشراقية، وهي نضال النوبيين للعودة إلى موطنهم  وهو ما لم يلتفت إليه الكثير”.

وهناك نظرة استشراقية للأطراف البعيدة عن المركز كمجال للتخلف والبربرية، مما يبرر القمع واستخدام العنف، ولذا فإن قمع الأطراف لا يولد الكثير من الغضب وفي بعض الأحيان مبرر كضرورة للحماية من التخلف، كما قال “مندور”.

القومية

واستطرد قائلا: “يساعدنا هذا المصطلح في شرح المعارضة التي تصاعدت بسبب نقل الجزر، وأصبح من الواضح أن تمسك الطبقة الوسطى بخرافة “المكان” لا يتساوى مع سكان هذا المكان، وكان هذا التمسك قوياً جداً بما يكفي داخل صفوف أجهزة الدولة، بالأخص القضاء -الذي حتى الآن دعم الذراع التنفيذي للدولة والجيش – بإصداره حكماً ضد نقل ملكية الجزيرتين ،بالرغم من تعرضه لضغوط كبيرة كي لا يفعل ذلك، وتمثل في الإعلان عن قضية فساد في القضاء الإداري، شنق المتهم فيها نفسه لاحقاً.

وختم “مندور” مقاله قائلا: “يمكن للمرء أن يجادل بأن القومية المصرية، كأيديولوجية تغذيها النخب العسكرية وتتبناها الطبقة الوسطى، أنتجت مركزا حضريا ذو رؤية استشراقية مبنية على تمجيد الأرض وليس الشعب الذي يسكن الأرض.. بعبارة أخرى، مصر بدون مصريين”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023