شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مقابلة مع أسير داعشي: ظننتهم دولة خلافة.. والأمراء تخلوا عنا وهربوا

مقابلة مع أسير داعشي: ظننتهم دولة خلافة.. والأمراء تخلوا عنا وهربوا
"كان يجلس أمامنا وهو يرتجف في بعض الأحيان، وقد أخفض قبعته لتخبّئ جزءًا كبيرًا من وجهه، وهو في هذه الحالة أسيرٌ سجينٌ لا يبدو كثيرًا يشبه المقاتلين المخيفين في تنظيم داعش الذين نراهم في مقاطع الفيديو على الإنترنت". هكذا تصف

“كان يجلس أمامنا وهو يرتجف في بعض الأحيان، وقد أخفض قبعته لتخبّئ جزءًا كبيرًا من وجهه، وهو في هذه الحالة أسيرٌ سجينٌ لا يبدو كثيرًا يشبه المقاتلين المخيفين في تنظيم داعش الذين نراهم في مقاطع الفيديو على الإنترنت”. هكذا تصف صحيفة “سيدني مرونينج هيرالد” الأسترالية مقابلة أجرتها مع أحد الأسرى من مقاتلي داعش.

يقول الأسير الداعشي “ميثاق”، البالغ من العمر 32 عامًا، بصوت متردد، عن التظيم الذي انضم إليه: “لقد أحببتهم؛ لذلك أردت الانضمام إليهم”. مضيفًا، وأصوات جلجة الأصفاد على معصميه تعلو: “لقد حركني حبي للإسلام”.

وقضى “ميثاق” عامين مقاتلًا في تنظيم داعش الإرهابي، وهو أب لطفلين، وكان يعمل مزارعًا في الحويجة، وهي بلدة في محافظة كركوك، عندما انضم إلى داعش في عام 2014م، وهو الآن في انتظار العقوبة التي ستوقع ضده بعد أسره، ويمكن أن تكون أي شيء من السجن خمس سنوات إلى الإعدام شنقًا. 

تقول الصحيفة الأسترالية إنه عندما نفكر في مقاتلي داعش قد يخيل لنا تفكيرنا أمورًا كثيرة، ولكن ما لا نعيه أن كثيرًا من مقاتلي هذا التنظيم هم أناس عاديون من السُنّة العراقيين، وفي كثير من الأحيان يكونون من المناطق الريفية ولديهم قدر ضئيل من التعليم.

وترى صحيفة “سيدني هيرالد” أن انضمام السنة إلى داعش جاء نتيجة الغضب والإحباط الذين يسيطران عليهم نتيجة تحكم الشيعة في الحكومة التي تسيطر على بغداد؛ لذلك رأى السُنّة أملًا في أن يوفر لهم التنظيم الإرهابي مستقبلًا أفضل.

وكان ميثاق رجلًا تنطبق عليه كل المواصفات السابقة؛ فهو مزارع ريفي بسيط، لم يكمل تعليمه بعد الصف السادس الابتدائي. ووما يدل على تلقيه قدرًا ضئيلًا من التعليم قوله: “كنت أعتقد أنهم الخلافة الإسلامية الحقيقية، ولكنهم كانوا مجرمين حقيقيين”.

ولكن، الآن في سجنه بقسم للشرطة في مدينة كركوك بشمال العراق، يملك ميثاق وقتًا كافيًا للندم على هذا الوهم الذي صدقه بمنتهى السذاجة، بحسب الصحيفة الأسترالية نفسها. 

تتراوح أعمار طفلي ميثاق بين الثالثة والرابعة، في حين أن زوجته اختلفت معه منذ اختياره الانضمام إلى داعش.

ورغبة منه في تقليل عقوبته، يؤكد أنه لم يتورط بشدة مع التنظيم، مضيفًا: “كنت أحد الحراس عند نقاط التفتيش، ولا شيء آخر. لقد انضممت بالفعل إلى بعض المعارك؛ إلا أنني لم أقتل أحدًا مباشرة”.

وحول بداية التحاقه منتصف 2014م، يحكي ميثاق: “كانت حياة جيدة جدًا؛ كان هناك طعام وخدمات، دين مشترك لكل المقاتلين؛ لقد بدت رغبتي في قيام دولة سنية خالصة ستتحقق بالفعل”.

ويضيف ميثاق أنه خضع إلى تدريب عسكري يشمل كل يوم ست ساعات من التدريب وساعة واحدة من التلقين الديني، وكان إجباريًا على الرجال اطلاق لحاهم.

كما كان محظورًا تمامًا التدخين، والهواتف المحمولة، والاتصال مع العالم الخارجي. وبالنسبة إلى النساء، فممنوع تمامًا طلاء الأظافر والكعب العالي، أما من يفكر في الهرب تكون عقوبته الإعدام.

ويروي الأسير الداعشي بعض ما شهده داخل التنظيم: “كان أي خطأ آخر له عقوبته؛ مثل السرقة عقوبتها قطع اليد. كنت أحزن بشدة عندما أرى مثل هذه الأمور”.

ويقول ميثاق في نهاية اللقاء إن الأمراء تخلّوا عن رجالهم عندما شعروا بالخطر، وحينها هرب هو إلى كركوك؛ حيث ألقي القبض عليه.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023