أثارت بعض الصور التي التقطت لتمساحٍ ظهر على صخرة بحافة نهر النيل بالمنطقة المواجهة لـ”جزيرة النباتات” بأسوان الرعب في نفوس الأهالي خلال اليومين الماضيين إلى أن تمكنت إدارة التماسيح بمحميات أسوان -التابعة لوزارة البيئة- من اصطياده.
البداية عندما اكتشف أحد المصورين وجود التمساح بالمصادفة أعلى صخرة نيلية غرب الجزيرة النباتية، التي تقع وسط النيل، أثناء رحلة نيلية؛ حيث سارع التمساح بالنزول من فوق الصخرة إلى مياه النيل فور شعوره بالاقتراب منه.
وبظهور الصور على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تبيّن أن المصور يُدعى محمد حسن، وهو شاهد العيان الرئيس على وجود التمساح.
وقال حسن في تصريحاته إنه رأى التمساح بنفسه على صخرة في نهر النيل خلال تصوير حفل زفاف بمركب في وسط النيل، وأضاف أنه لم يصدق في بداية الأمر ما شاهده؛ إلا أنه تأكد من وجود التمساح على الصخرة بالفعل.
صاحبُ الصور قال إن التمساح كان في المنطقة المواجهة للحديقة النباتية، أمام مقابر النبلاء الشهيرة، عند صخرة في المياه، وإنه طلب من صاحب المركب التوجه إليها لالتقاط صور للعروسين عليها؛ وكانت المفاجأة بمجرد توجه المركب ناحية الصخرة أن شاهد التمساح فوقها.
وأضاف حسن أنه صوّره بالفيديو وهو جالس في حالة سكون، والتقط صورة فوتوغرافية؛ وفي هذه الأثناء اقترب المركب أكثر وأحدث الموتور الخاص به صوتًا فانتبه التمساح وقفز في النيل.
طمأنة الأهالي
قال عمرو عبدالهادي، مسؤول إدارة التماسيح بالمحميات بأسوان، التابعة لوزارة البيئة، إن فريقًا من الإدارة سيمسح المنطقة المحيطة بجزيرة النباتات وسط النيل بمدينة أسوان من خلال مركب صيد صغير خاص باصطياد التماسيح، لتحديد موقعه ومحاولة اصطياده وإعادته إلى بيئته الطبيعية خلف السد العالي ببحيرة ناصر؛ حيث إن وجود التماسيح في نهر النيل شمال السد العالي يتم من خلال إدخاله في النيل أو إلقائه من بعض الذين لا يدرون طبيعة حياته.
وأضاف: “نطمئن أهالي أسوان أننا سنتحرك سريعًا وسيتم الإعلان عن صيده خلال ساعات”.
الإمساك بالتمساح
وزارة البيئة أوضحت في بيان لها أنَّه فور تلقيها البلاغ شكّلت فريق عمل مكونًا من عمرو عبدالهادي، مسؤول وحدة التماسيح التابعة لوزارة البيئة بأسوان، وحسني حلمي مدير محمية سالوجا، وشاذلي عبدالفراج سائق لانش بوحدة التماسيح، وتمَّ التوجه إلى المنطقة التي تم تصوير التمساح فيها والتعرف على طبيعتها نهارًا، ثم بدأت أعمال الرصد ليلًا؛ إذ تصعب عملية الصيد نهارًا بينما تتم ليلًا باستخدام الكشافات، وذلك لإمكانية رصد التمساح عن طريق انعكاس الضوء في عينه.
وأضافت أنَّه بعد عدة ساعات من البحث تمَّ رصد التمساح والإمساك به، وتبيَّن أنَّه تمساح ذكر يبلغ طوله 1.10 متر ولا يتعدى عمره العامين، وتمَّ تحرير محضر بالواقعة، وسيتم الترتيب لإعادة إطلاقه في بيئته الطبيعية ببحيرة ناصر، وتستمر وحدة التماسيح في متابعة الرصد لعدة أيام للتأكد من عدم وجود تماسيح أخرى في المنطقة.
