شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الأزهر الإخواني”.. سيمفونية إعلام السيسي الجديدة لهدم أسوار المشيخة

“الأزهر الإخواني”.. سيمفونية إعلام السيسي الجديدة لهدم أسوار المشيخة
"تعبتني يا فضيلة الإمام".. عبارة وجهها عبد الفتاح السيسي إلى شيخ الأزهر والتي اعقبها رفض هيئة كبار العلماء دعوة السيسي بعدم الاعتراف بالطلاق الشفوي، حتى عزفت الصحف المقربة للنظام سيمفونية جديدة وصفت بيها الأزاهرة بأنها قلعة ل

“تعبتني يا فضيلة الإمام”.. عبارة وجهها عبدالفتاح السيسي إلى شيخ الأزهر، والتي أعقبها رفض هيئة كبار العلماء دعوة السيسي بعدم الاعتراف بالطلاق الشفوي، حتى عزفت الصحف المقربة للنظام سيمفونية جديدة وصفت بيها الأزاهرة بأنها قلعة للإخوان المسلمين، ليصاحبها حملة هجوم متنوعة ضد أحمد الطيب ورجال الدين، في الوقت نفسه يتصدر بعض الأزاهرة شاشات الفضائيات للحديث عن طهارة الحشيش وإجازة أحدهم الصلاة بصحبة هذا النبات المخدر.

وتعتبر عبارة السيسي إلى الانتقاد الثالث من نوعه للشيخ خلال بضعة أشهر، الأمر الذي ما يعكس اختلافًا في وجهات النظر بين السيسي والإمام الأكبر حول مسائل فقهية وصفها البعض بأنها تتعلق بما يسمى تجديد الخطاب الديني.

الأزهري يهاجم شيخة من أجل السيسي

وفي صحيفة الأهرام نشر مقال للدكتور أسامة الأزهري مستشار السيسي للشؤون الدينية وصف فيه عملية تجديد الخطاب الديني التي يتولاها الأزهر بأنها “عملية متعثرة تشبه المخاض العسير”.

واعتبر أن تعامل المؤسسة الدينية (الأزهر) مع ذلك الملف الكبير “لم يكن بالشكل اللائق والمطلوب”. ونشر رابط المقال على صفحته على فيسبوك، بعنوان: “أمر يدع اللبيب حائرًا”، منتقدًا ما وصفه بتراجع دور المشيخة، وعدم استجابتها لمطالب السيسي حول تغيير الخطاب الديني.

اتهامات بالإنحياز للإخوان

واتهمت صحيفة “الوطن” الأزهر الشريف بإثارة الفتنة ومحاربة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، وأجهزة الدولة، وأنها تنحاز للإخوان وتحارب الدولة بنفس الطريقة، مدعية أن “هيئة كبار العلماء” تضم قيادات إخوانية.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة، في عددها الصادر، أمس السبت، تحت عنوان “الأزهر ينحاز للإخوان.. خبراء: المشيخة تسير على نهج التنظيم في حربه ضد الدولة.. وعيد: كبار العلماء تضم قيادات إخوانية”.

ونقل التقرير عن عدد ممن وصفهم بخبراء، أن المشيخة انحازت إلى جماعة الإخوان، فى حربها المفتوحة ضد الدولة، وباتت تسير على نهج الجماعة وخُطاها، وذكروا عددا من الأدلة على ذلك، منها تمرير أخبار فى وسائل الإعلام حول التهديد بالتظاهر فى مقر إقامة عائلة الدكتور أحمد الطيب بالأقصر؛ بدعوى الدفاع عنه فى مواجهة الدولة، واعتبرت ذلك تهديدا يجب التصدي له بحسم.

دعوة للتصدي للأزهر

ونشرت الصحيفة تطاول الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق وأحد القيادات العلمانية في مصر، حيث هدد بقوله: “اللى يهدد يهدد، ولا أظن أن هذا التهديد سيُنفّذ، فأى خروج على الدولة لابد أن يواجه بحسم، ولا بد من إعمال القانون والدستور”.

واعتبر عصفور أن ما يحدث الآن هو رفض للتجديد، فالمشيخة تسعى لتكوين ضغط ضد الدولة، لكى تُمرر لهم الدولة المصرية اجتهادات لا أساس لها، ولا بد ألا تلتفت الدولة إلى مثل تلك التهديدات».

وواصل هجومه على قيادات الأزهر التي شاركت في مشهد 3 يوليو 2013م، بقوله: “قيادات الأزهر مشكلتهم أنهم يريدون أن تكون مؤسسة سلطوية، فهم يخالفون التفسير الرحب للشريعة الإسلامية بأنه لا سلطة دينية فى الإسلام، فهم لا يسعون للقيام بدورهم فى ملف تجديد الخطاب الدينى، بل جعلوا أنفسهم فى عداء مع جموع المثقفين والصحفيين والدولة أخيرا، ولعلهم استخدموا سلاحا واحدا فى الحديث مع معارضيهم، وهو السجن كما فعلوا مع إسلام بحيرى، ويسعون إلى سجن الصحفيين».

معركة سابقة

وتعتبر “الوطن” لها النصيب الأكبر من العداء مع الأزهر خاصة في ظل وجود معركة قضائية بينها وبين الأزهر، بسبب خلافها مع الشيخ الطيب الذي رفع دعوى قضائية ضد “محمود مسلم” رئيس التحرير، وأحمد الخطيب مسؤول الملف الديني بالجريدة ، بعد حملة للصحيفة في يوليو من العام 2016 م، نشرت 11 مقالاً بالصحيفة تحت عنوان “فساد الأزهر”.

ووصف الأزهر في بيان له حينئذ (21 يوليو العام الماضي، ما نشرته الوطن بأنه “محض افتراء وادعاءات كاذبة ومضللة تستهدف الإساءة للأزهر الشريف ورجاله”، ووصفها بأنها “مشبوهة”.

أحمد الطيب مقصر

كما هاجمت الإعلامية المقربة من السلطة “لميس الحديدي”، الدكتور أحمد الطيب متهمة إياه بالتقصير في مسألة تجديد الخطاب الديني، وقالت: “إن تفسير كلمة السيسي له (تعبتني يا فضيلة الإمام) والتي وجهها لشيخ الأزهر معناها أن الرئيس فاض به الكيل”.

متتعبش الرئيس

وعنف الإعلامي خالد صلاح،، في برنامجه “على هوى مصر”، شيخ الأزهر الشريف، لعدم استجابته لمطالب الرئيس قائلاً له: “ياريت ما تتعبش الرئيس”.

دعوة للاستقالة

وتحت عنوان “لماذا لا يستقيل شيخ الأزهر”، طالب محمد الباز رئيس تحرير صحيفة “الدستور”، الدكتور الطيب بالاستقالة، متوعدًا إياه صراحة بقوله: “أفعلها قبل أن تضيق عليك الأرض بما رحبت”، ودعاه ألا يدخل نفسه في “صراع سياسي أكبر منه، وساعتها ستزل قدمه، ولن يجد وقتها مَن يغيثه أو ينصره”.

حملة سابقة

وسبق أن شُنت حملة مشابهة ضد شيخ الأزهر في ديسمبر الماضي بدعوى أنه رفض –في بيان- تكفير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). واتهمه إعلاميون، منهم إبراهيم عيسى وعمرو أديب، بالمسؤولية عن انتشار التطرف.

أقلام شاردة

وأعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر عن غضبها مما أسمته بدعوات أقلام شاردة، في إشارة منها إلى مايكتب عن الأزهر الشريف في الصحف، مؤكدة أن الترويج لأفكار ضارة بمكانته وبالهوية الإسلامية، من خلال الدعوة إلى إلغاء المعاهد الدينية ومادة الدين وإنكار وجود المسجد الأقصى، وغيره من الأمور التي تهدم ثوابت الدين، والحط من قيمة خلق الحياء وهو شعبة من شعب الإيمان يضر بالإسلام الوسطي.

وشددت الهيئة عبر بيان أصدرته، أن وسائل الإعلام مطالبة بأن تتقي الله فيما ينشر على الناس، معلنة أن الأزهر ومنهجه العلمي الوسطي هو صمام الأمان لفكر هذه الأمة ولثقافة شبابها، وأنها ستتعامل بكل حزم على وأد هذه الفتن في مهدها، والتصدي لمن يقف خلفها كائنًا من كان؛ ليظل الأزهر كما كان عبر تاريخه-هو المرجع الأساس في الشئون الإسلامية، وتظل عقائد الإسلام مصونة عن العبث بها، ولتظل مصر –كما كانت عبر تاريخها- حارسة الإيمان الديني، وكنانة الله في عالم الإسلام.

الحشيش طاهر

تزامنًا مع تلك الحملة، تخصص بعض الفضائيات برامج تجمع عدد من الأزاهرة يتحدثون عن طهارة الحشيش، وتبرير فتاوى مثيرة للجدل مثل فتوى الرد على الهاتف أثناء الصلاة في حالة الضرورة، وفي حلقة ببرنامج “لعلكم تفقهون” المذاعة على قناة “dmc” أفتى عدد من الأزاهرة منهم الشيخ خالد الجندي بأن الحشيش نبات طاهر، ووجهوا دعوة لبقية العلماء بالجلوس على المقاهي.

دخل الشيخان خالد الجندي، ورمضان عبد المعز، في وصلة ضحك، أثناء البرنامج، بسبب شرح الأول لتأثير الحشيش على الإنسان، ما دفع عبد المعز لسؤاله “بتروح فين بعد البرنامج”.

وقال الجندى: “أنا قعدت كتير على القهاوى، أنا بعتبر الشيخ اللى ماقعدش على القهوة ميعرفش نص معلومات الدنيا، ولا يعرف حاجة عن مصر”.

حرب ممهنجة

وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر في تصريح لـ”رصد”، ما يحدث حرب ممهنجة ضد مشيخة الأزهر باعتباراها قلعة السنة الحصينة التي حافظت على استقراراها رغم كيد الأعداء، فهم يحاولون أن يوظفوا الأزهر لخدمة الأهواء بمسميات “تجديد الخطاب الديني” ونزع أفكارا علمانية ضد ما شرعه الله مثل افتعال قضايا تستهدف التشويش على صورة الإسلام مثل تغيير في نصوص التوريث وعدم الاعتماد على الطلاق الشفوي وغيرها من القضايا.

وأضاف كريمة، الإعلام المصري للأسف يرعاه رجال أعمال لهم غايات لهدم أسوار المشيخة وسلخ العقيدة السنية المحمدية من قلعة الإسلام.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023