شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بين الفساد المالي وغياب الأمن.. مهام هائلة بانتظار رئيس الصومال الجديد

بين الفساد المالي وغياب الأمن.. مهام هائلة بانتظار رئيس الصومال الجديد
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن المهام التي ستواجه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فارماجو هائلة منها الفساد المالي وغياب الأمن وهشاشة الحكومة المركزية والجفاف.

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن المهام التي ستواجه الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فارماجو، هائلة منها الفساد المالي وغياب الأمن وهشاشة الحكومة المركزية والجفاف.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، اليوم السبت، إن الصومال التي لم تحظ بحكومة فعالة منذ 25 عامًا، تعيش وضعًا أمنيًا سيئًا يتمثل في الحرب التي تشنها حركة الشباب المجاهدين الصومالية منذ عشرة أعوام، الأمر الذي جعل البلاد بحاجة لعشرين ألف جندي أجنبي للمساعدة في احتواء هذه الحركة دون نجاح حاسم، بالإضافة إلى الصراعات المزمنة بين العشائر.
وتضيف الصحيفة، لا يوجد جيش صومالي إلا على الورق فقط رغم المساعدات التي تبلغ مليارات الدولارات له، وإن الحرب التي يجب أن يقوم بها هذا الجيش تقوم بها بدلاً عنه المليشيات القبلية.
ونقل التقرير رد أحد الدبلوماسيين عندما سئل عن وضع الجيش الصومالي “لم أر في حياتي استثمارًا بهذا الحجم الكبير دون نتائج يمكن ذكرها”.
وبالنسبة للأمن العاصمة مقديشو فيتسم بالخطورة إلى الحد الذي لا يستطيع فيه أغلب الأجانب التنقل فيها إلا برفقة عدد من الحراس المسلحين.
غياب الحكومة
وحول هشاشة الحكومة، ذكر التقرير أن الحكومة لا توجد إلا في المدن الرئيسية بسبب قوة حركة الشباب، كما أن أكبر أقاليم البلاد وهي أرض الصومال قد أعلنت انفصالها عن الحكومة المركزية عام 1991 ولم تعد إليها حتى اليوم.
وفي الصومال لا وجود لنظام قضائي أو نظام ضرائب رسميين، وقد سمح هذا الفراغ بازدهار القطاع الخاص، لكنه ترك الحكومة بلا عوائد مالية وبلغت ديونها خمسة مليارات دولار مقابل عائد سنوي، من رسوم المطار في الغالب فقط، لا تزيد عن 230 مليون دولار.
كذلك لا توجد قوانين أو ضوابط للاستثمار الأجنبي، كما أن الفساد يتخلل كل أجزاء وقطاعات الحكومة والمجتمع، وقد صنفت منظمة الشفافية الدولية الصومال الشهر الماضي أكثر البلدان فسادا للسنة العاشرة على التوالي.
ويقول الدبلوماسيون إن الرئيس الصومالي الجديد سيجد صعوبة في كبح أطماع المصالح الشخصية. وعن ذلك قال أحد الدبلوماسيين “لم أسمع أبدا عن افتقار للتعاطف مع المواطنين مثل الذي تتصف به النخبة السياسية الصومالية”.
بينما تقول فايننشال تايمز، هناك أسباب للتفاؤل، ففي نوفمبر الماضي أقرت الحكومة أول خططها التنموية خلال 25 عاما، كما بدأت تنفذ إصلاحات طلبها صندوق النقد الدولي لتأهيلها للحصول على مساعدات، وحذر دبلوماسيون من أنه إذا لم يحقق فارماجو نتائج سريعة فسيفقد تعاطف المانحين.
انتخابات الرئاسة
وفاز المرشح “محمد عبد الله فارماجو”، الأربعاء الماضي، برئاسة الصومال بعد تغلبه على الرئيس الصومالى الأسبق “حسن شيخ محمود”، فى الانتخابات التى أجريت فى مجمع مطار العاصمة الصومالية “مقديشو” وسط حراسة مشددة تحسبًا من هجمات تنظيم الشباب الإرهابى.
وبفوزه يعتبر “فارماجو” الرئيس الصومالى التاسع، وقد تبوأ من قبل منصب رئيس الوزراء الصومالى فى الفترة بين نوفمبر 2010م، حتى يونيو 2011ن، وقد اعترف الرئيس السابق “شيخ محمود” بخسارته أمامه.
من هو “فارماجو” ؟
ولد الرئيس الصومالى الجديد فى العاصمة الصومالية مقديشو عام 1962م، لوالدين نشطا فى المجال السياسى، وانضما لحزب “رابطة شباب الصومال”، وهو أول حزب صومالي، لُقب في شبابه الأول بـ”فارماجو” التي تعني “جبن” بالإيطالية – كان الصومال يقع تحت الاحتلال الإيطالى- لحبه الشديد لمنتجات الألبان.
عمل فى شبابه الأول بوزارة الخارجية الصومالية، وعين سكرتيرًا فى سفارة الصومال بالولايات المتحدة قبل انهيار الحكومة الصومالية عام 1991م، وبدء الحرب الأهلية.

انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنهى دراسته الجامعية بحصوله على ليسانس التاريخ من جامعة “بافالو” بولاية نيويورك.
عمل كرئيس قسم المالية فى الهيئة العامة للإسكان فى بلدية “بافالو”، وتبوأ عدة مناصب داخل البلدية ثم إدارة المواصلات فى نيويورك، فى عام 2009 حصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة “بافلو”، وكانت دراسته بعنوان “اهتمام أمريكا الاستراتيجى بالصومال: منذ الحرب الباردة حتى الحرب على الإرهاب”، ويحمل حاليًا الجنسية الأمريكية.
ويشكل فوزه خاتمة عملية انتخابية استغرقت عدة أشهر، وأجلت مرارًا وتخللتها اتهامات بالفساد والتضليل، ورغم عدم اعتماد الانتخابات العامة المباشرة التى أجلت إلى سنة 2020م، تعد هذه الانتخابات تقدمًا فى البلد المحروم من دولة مركزية منذ سقوط سياد برى فى 1991م، والغارق فى الفوضى والعنف، حيث تنشط مليشيات قبلية وعصابات إجرامية وجماعات مسلحة.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023