شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أغنية “ستموت في غزة”.. هدية حماس للشعب الإسرائيلي باللغة العبرية!

أغنية “ستموت في غزة”.. هدية حماس للشعب الإسرائيلي باللغة العبرية!
عادة ما تعتمد الحرب النفسية على الفن سلاحًا فعالًا ومؤثرًا، ما بين الأعمال المسرحية والغنائية والتشكيلية، يحاول من خلالها كل طرف من أطراف هذه الحرب استنهاض جماهيره أو تفتيت عزيمة خصمه.

عادة ما تعتمد الحرب النفسية على الفن سلاحًا فعالًا ومؤثرًا، ما بين الأعمال المسرحية والغنائية والتشكيلية، يحاول من خلالها كل طرف من أطراف هذه الحرب استنهاض جماهيره أو تفتيت عزيمة خصمه.

والتاريخ، في هذا الإطار، يقدم العديد من النماذج؛ إلا أن الأغنية الفلسطينية المقاوِمة كانت لها علامات مميزة في نفوس المقاومين أنفسهم قبل الشعوب. فمنذ ظهور الأغنية الشهيرة “مِنْ سجن عكا طلعت جنازة” التي سجلت بطولات محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي في مقاومة الاحتلال البريطاني، استطاعت الأغنية الفلسطينية أن تصنع لها مكانًا مختلفًا في ساحة الأغنية العربية.

ولم تَحِد حماس عن خط المقاومة بالفن، رغم أولوية المقاومة الكلاسيكية بالسلاح، وباتت تطلق المهرجانات الفنية في العديد من المحافل. 

تحذير وتفاعل
عقب التصعيد الإسرائيلي المحدود في قطاع غزة منذ أيام، نشر إعلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أغنية جديدة باللغة العبرية تحذر من خلالها الجمهور الإسرائيلي من مغبّة أي قرار لقيادته بشن عدوان جديد على القطاع المحاصر.

المقطع الغنائي (الكليب) العبري الذي عُدّ الأقوى من بين الأعمال الموجهة السابقة التي أنتجها فلسطينيون للجمهور الإسرائيلي، قدّم رسائل المقاومة الفلسطينية للمستمع الإسرائيلي بلغة عبرية رصينة وبلحن غنائي جذاب مزج بين التفاعلية والحركة الراقصة مع الحزن والأسى بأسلوب ملفت.

الأغنية، التي نشرت تحت اسم “ستموت في غزة”، لاقت تفاعلًا كبيرًا؛ حيث تناقلتها عشرات الصفحات العبرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها جمهور واسع من المجتمع الإسرائيلي الذي استهدفته الأغنية بالوعيد.

من كلمات الأغنية
جاء في كلمات الأغنية العبرية أن صواريخ المقاومة ستأتي للجنود الإسرائيليين في أي مكان كانوا فيه داخل فلسطين، وأن الجندي القادم إلى غزة سيموت إذا لم يعد من حيث جاء، وأن صواريخ المقاومة في الحرب المقبلة ستصيب مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب.

ردود فعل
وفي أول ردود فعل الإعلام العبري على الأغنية الموجهة، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت: بعد يوم واحد من التصعيد في غزة تحاول حماس اللعب على وتر الحرب النفسية لتخويف السكان الإسرائيليين من الدخول في جولة جديدة من الحرب مع القطاع.

وأضافت الصحيفة في تحليلها للشريط الغنائي: “تكتيكات الدعاية الحمساوية الجديدة التي نشرت عبر الشبكات على شكل أغانٍ عبرية تهدف إلى ردع المجتمع الإسرائيلي وتحذيره من عملية عسكرية جديدة في غزة، وهو ما قامت به حماس في عملية الجرف الصامد عام 2014، وكذلك في ذروة تصاعد الأحداث في الضفة الغربية العام الماضي”.

محتوى مرعب ومتطور
‎أما الصحفي الإسرائيلي “أليؤور ليفي” فقد كتب عبر صفحته على فيس بوك عن الشريط الغنائي: “لا شك في أن هذا الفيديو يعد الأقوى من بين إنتاجات حركة حماس منذ أغنية (اضرب نفّذ عمليات) التي نشرتها أيام العدوان على غزة عام 2014؛ بل هو هائل”.

من جانبه، رأى المختص في الشأن العبري طارق الحليسي في تصريح تلفزيوني أن الملفت في هذا العمل هو توقيت إصداره؛ باعتباره رسالة من المقاومة إلى الاحتلال في ظل التصعيد الإسرائيلي وعدم رد المقاومة عليه في الميدان.

وأكد الحليسي أن “العمل الفني شهد تطورًا ملحوظًا من قبل إعلام المقاومة في صياغة الكلمات التي راعت لغة الثقافة لدى الجمهور الإسرائيلي، بالإضافة إلى التزامه بقواعد اللغة العبرية برصانة وحصافة”.

وأشار الحليسي إلى أن رد فعل الاحتلال يدل على أن مثل هذه الرسائل لها تأثيرها، مضيفًا: “رغم محاولة الاحتلال التهكم من هذه الأغنية؛ فإنه من الواضح انبهار الإسرائيليين بالكلمات وتأثرهم بالمعاني والرسائل واللحن”.

أما محمود مرداوي، وهو مختص في الشأن العبري، فقد نوّه إلى أن طبيعة الرسالة ومحتواها في المقطع الجديد بحثا عن منافذ يدخل من خلالها إلى الجنود الإسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغة قوية ومحتوى مرعب ومونتاج محبب للجنود الإسرائيليين.

وقال مرداوي، نقلًا عن بي بي سي، إن “مواصفات هذه الأغنية سهّلت نشرها لدى شريحة الجنود الإسرائيليين؛ حيث تجاوزت مقص الرقابة العسكرية عبر انتشارها على واتساب وفيس بوك وإنستغرام ووسائل أخرى”.

وشدد مرداوي على أن “ما يجري حرب نفسية تدور رحاها من وراء الكواليس، وفي ظروف محددة تظهر جلية إلى العلن، والمقاومة الفلسطينية تقوم بأشكال مختلفة للتصدي لهذه الحرب عبر عملها على الصعيدين الدفاعي والهجومي”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023