شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بوادر اشتعال معركة جديدة بين مصر والجزائر

بوادر اشتعال معركة جديدة بين مصر والجزائر
بوادر معركة جديدة تلوح في الأفق ما بين نظامي القاهرة والجزائر؛ إذ كشفت صحيفة الخبر الجزائرية عن مضايقات كثيرة تعرض لها جزائريون في مطار القاهرة، من بينها التحقيقات والاحتجازات

بوادر معركة جديدة تلوح في الأفق ما بين حكومتي القاهرة والجزائر، إذ كشفت صحيفة الخبر الجزائرية، عن مضايقات كثيرة تعرض لها جزائريون في مطار القاهرة، من بينها التحقيقات والاحتجازات، وهو ما تطلب تدخل السفير الجزائري شخصيًا لدى السلطات المعنية للإفراج عن المحتجزين.

أسباب الأزمة الجديدة

وكشفت مصادر جزائرية في القاهرة، أن السفير نذير العرباوي، يتمتع بعلاقات قوية وطيبة مع السلطات المصرية، ولفتت المصادر في تصريحات خاصة لــ”رصد”، أن تدخل السفير الجزائري وتعليقه في التقرير الصحفي المنشور،يكشف أن هناك توجيهات على أعلى مستوى من السلطات الجزائرية، بضرورة وقف الانتهاكات التي يتعرض لها مواطنوها بمطار القاهرة.

كانت يومية الخبر الجزائرية (واحدة من أهم الصحف الناطقة بالعربية في الجزائر)، قد كشفت في تقرير لها عن انتهاكات يتعرض لها الجزائريون لدى دخولهم القاهرة، وهو ما يستدعي تدخل السفير لدى السلطات المصرية، من أجل عبور الجزائريين العالقين في المطار بسبب عدم حصولهم على الموافقة الأمنية، وخروجهم من المطار، وكان -في بادىء الأمر- تعتبر مثل هذه المواقف من شرطة المطار “سلوكيات فردية”.

ومن اللافت تصريح السفير الجزائري بالقاهرة، على خلفية الموضوع، قائلًا إن الأمر يكشف عن بوادر توتر دبلوماسي بين مصر والجزائر؛ بسبب فرض “موافقة أمنية ” على الجزائريين لدخول مصر.

وعلقت المصادر على الحديث السابق للسفير بوجود تباين ما بين موقف مصر والجزائر من الأزمة الليبية، إذ ترى القاهرة ضرورة الوقوف في صف برلمان طبرق والحكومة المنبثقة عنه واللواء خليفة حفتر، فيما ترفض الجزائر الانحياز إلى أي من طرفي الأزمة سواء برلمان طبرق أو المؤتمر الوطني العام وحكومة طرابلس وقوات فجر ليبيا.

وأكد “العرباوي”، السفير الجزائري بالقاهرة، في حديثه لصحيفة الخبر، أنه حريص على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتواصل بين البلدين، وأنه يعمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مراتب متميزة، لكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب كرامة الجزائريين، وأنه لا يمكن أن يستمر على هذه الحالة وهو يشاهد الجزائري يعامل بهذه الطريقة، مضيفًا “إذا خيرت بين العلاقات الاقتصادية وكرامة الجزائريين فإن اختياري واضح، وهو كرامة الجزائريين”.

وقد حاول السفير على كل المستويات إلغاء الموافقة الأمنية، من مبدأ المعاملة بالمثل الإيجابية، وتحمل تصريحات السفير الجزائري  تغيرات جذرية في سياسات الرجل المعروف عنه علاقته الطيبة بالنظام المصري، بحسب الصحيفة.

احتجازات وتحقيقات مع الجزائريين

وقالت صحيفة الخبر الجزائرية في موضوع بعنوان ” جزائريون يهانون في غرفة التحقيقات بمطار القاهرة”، إن غرفة التحقيقات في مطار القاهرة الدولي لم يستثن منها لا رجل ولا امرأة ولا وفد رسمي، حتى وفد من الهلال الأحمر الجزائري الرسمي الذي كان آتيًا إلى مصر حاملًا مساعدات إلى غزة، وبالرغم من حصوله على تأشيرة دخول من قِبل السفارة المصرية بالجزائر، دون موافقة أمنية، تعرض للمضايقات ذاتها، وحققت معه شرطة المطار لمدة 4 ساعات، وبرفقتهم ممثلو السفارة الجزائرية بالقاهرة، الذين كانوا ينتظرونهم في المطار، وهو الوضع نفسه الذي قابله وفد الكشافة الإسلامية بالرغم من أنه كان مدعوًا من جهة رسمية مصرية. وفي كل الحالات يتدخل السفير شخصيًا لدى السلطات المعنية لتمكينهم من الخروج من المطار.

وأضافت الصحيفة، “إجراءات كثيرة ومعقدة تواجه “الجزائري” في مطار القاهرة الدولي، فرغم حملك تأشيرة دخول البلد، إلا أنك ستتعرض حتمًا للسؤال والاستجواب والتحقيق معك، ولا تفرق كثيرًا إن كانت أول زيارة لك لمصر أو العاشرة، المهم أن تكون قد حصلت على تأشيرة الدخول والموافقة الأمنية، ومن لم يحصل على الموافقة الأمنية سيضطر للبقاء لساعات في المطار، ويتعرض للاستجواب من شرطة المطار، ويرمونه بوابل من الأسئلة على شاكلة “من أنت؟ ماذا تعمل؟ كم سنك؟ “بالرغم من كل هذه البيانات موجودة في جواز السفر” ما الغرض من الزيارة؟ أين ستقيم؟ وكأنك في غرفة تحقيقات.

فعلى سبيل المثال مواطن جزائري مقيم بفرنسا وزوجته فرنسية الجنسية، كانا متوجهين إلى مدينة الغردقة الساحلية لقضاء أسبوع للراحة والاستجمام، وعندما وصلا إلى مطار الغردقة دخلت زوجته ببطاقة التعريف دون تأشيرة أو موافقة أمنية، أما هو فكان الوضع مختلفًا تمامًا بالنسبة إليه، حيث لم تسمح له إدارة جوازات السفر بالمرور، وتم توجيهه إلى شرطة المطار للتحقيق معه، بالرغم من أنه كان يحمل تأشيرة الدخول، لكن دون موافقة أمنية، وبقي في المطار يستجوبونه لمدة 3 ساعات.. استجواب وتحقيق، وبعدما انتهت إجراءات المساءلة والبحث سمحوا له بالدخول، فشكرهم وطالب منهم إحضار زوجته، ورفض دخول الغردقة، وقال لهم إنه لا يريد البقاء لحظة في هذا البلد، وفعلًا عاد مع زوجته في أول طائرة متجهة إلى فرنسا.

المعاملة بالمثل

وقد قررت السفارة الجزائرية بالقاهرة منذ نحو أسبوعين تطبيق مبدأ ” الند للند”، وإن كانت المعاملة بالمثل السلبية لا الإيجابية، فتعالت بعض الأصوات الرافضة في الجزائر ومصر، تحديدًا طبقة رجال الأعمال، الذين أعربوا عن تذمرهم واستيائهم لتأخر حصولهم على التأشيرة في وقت وجيز، علمًا بأنهم كانوا يحصلون على التأشيرة في اليوم ذاته الذي يقدمون فيه أوراقهم لطلب التأشيرة، واعتبر رجال الأعمال الجزائريون، ممن لديهم مصالح مع الجانب المصري، أن مثل هذه القرارات ستؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتأخر تنفيذ المشاريع وتؤجلها، ومارسوا ضغوطات على السفارة.

وقال السفير العرباوي ” في الوقت الذي أتفهم تدخلات بعض المسؤولين المصريين لصالح المواطنين ورجال الأعمال وتدخل الجزائريين للحفاظ على مصالحهم، يجب أن يتفهم الجميع أن من ضمن تعليمات رئيس الجمهورية ووزير الدولة وزير الخارجية هي الحفاظ على كرامة الجزائريين في أي مكان”.  

جزائريون : أكرمنا المصريين في وهران.. وأهانونا في القاهرة

ومن جهة أخرى جاءت معظم تعليقات الجزائريين على صفحة الصحيفة بموقع الفيس بوك منددة بالإهانات التي يتعرضون لها في مصر,

فقال أحدهم “كيف يفعل المصريون بنا ذلك ونحن نكرمهم في وهران ” مشيرًا إلى مهرجان وهران الدولي، وعلق آخر ساخرًا من الأمر برمته قائلًا ” الجزائري يهان داخل بلاده فمن الطبيعي أن يهان خارجها” ، فيما وصف أحدهم ما يحدث بـ “المهزلة “.

وتعتبر هذه المشكلة حلقة من حلقات مسلسل توتر العلاقات بين مصر والجزائر، حيث تعود بنا إلى عام 2009 حينما حدثت أزمة شديدة بين البلدين بسبب مباراة التأهل لكأس العالم بين منتخبي البلدين لكرة القدم والتي أقيمت في السودان كأرض محايدة، وفاز منتخب الجزائر في المباراة التي أعقبها أحداث شغب وعنف بين مشجعي البلدين.

وانطلقت تظاهرات عديدة في القاهرة مطالبة بطرد السفير الجزائري وقطع العلاقات مع بلاده، وطالب نواب في مجلس الشعب باستدعاء السفير الجزائري في مصر، وإبلاغه باحتجاج مصر على أحداث الشغب التي وقعت من الشعب الجزائري.

وأعلن الفنانون المصريون مقاطعة المهرجانات الفنية الجزائرية، وكانت بمثابة أزمة حقيقية بين البلدين امتدت لسنوات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023